سجلت قيمة العقود التي تمت ترسيتها خلال الربع الثالث من عام 2012 تراجعاً مقارنة مع ربعي السنة السابقين من عام 2012. وبلغت قيمة العقود التي تمت ترسيتها خلال الربع الثالث 39.2 مليار ريال في تراجع معاكس للتوجه المعتاد خلال السنوات الماضية، حيث ترتفع قيمة العقود التي تتم ترسيتها خلال الربعين الثالث والرابع من كل عام. وعزا البنك الأهلي الانخفاض في ملخصه الفصلي لعقود الإنشاء إلى تقلص المشاريع العملاقة التي تمت ترسيتها. وعلى النقيض من ذلك، لوحظ زيادة ملموسة في عدد العقود الأصغر حجماً التي تركز على تعزيز قدرات البنى التحتية بالمملكة. وفي قطاع الطرق لوحده، تمت ترسية ما قيمته حوالي 9 مليارات ريال، في حين أن قطاعا رئيسيا مثل قطاع البتروكيماويات لم تتجاوز قيمة العقود التي تمت ترسيتها فيه 6.6 مليار ريال. أيضاً أسهم قطاع العناية الصحية بحصة مرتفعه من العقود التي تمت ترسيتها بلغت 5.2 مليار ريال ويبدو أن قيمة العقود التي تمت ترسيتها في الربع الثالث قد فقدت الزخم الذي اكتسبته خلال النصف الأول من عام 2012. وبلغت القيمة الإجمالية للعقود التي تمت ترسيتها خلال الثلاثة أرباع الأولى من العام 166 مليار ريال. مقارنة مع ما قيمته حوالي 179 مليار ريال من العقود في نفس الفترة من عام 2011، حيث انخفضت بنسبة 7% في عام 2012. ويعزى أساساً إلى تدني قيمة العقود التي تمت ترسيتها خلال الربع الثالث من عام 2012؛ حيث بلغت 39.2 مليار ريال بالمقارنة مع 95.1 مليار ريال للربع الثالث من عام 2011، لتنخفض بنسبة 59%. وتراجع مؤشر عقود الإنشاء على مدى شهري، من مستوى 317.16 نقطة في شهر يوليو إلى 306.52 ثم 277.29 نقطة في شهري أغسطس وسبتمبر على التوالي. وشكل الانخفاض الملحوظ في المشاريع العملاقة التي تمت ترسيتها خلال الربع الثالث من عام 2012 الدافع الرئيسي لتراجع مؤشر عقود الإنشاء، حيث أخفق في المحافظة على استمرارية النمو الذي حققه في الربع الثاني من العام. وسجل مؤشر عقود الإنشاء هبوطاً بمعدل 12% في نهاية الربع الثالث من عام 2012، مقارنة مع نفس الفترة من عام 2011، حينما بلغ 316.44 نقطة. وحازت المنطقة الشرقية على القدر الأكبر من قيمة المشاريع بحصة 36% من إجمالي المشاريع التي تمت ترسيتها. ويعود الفضل في ارتفاع حصة المنطقة الشرقية من العقود التي تمت ترسيتها لعدة مشاريع هامة في قطاعي البتروكيماويات والنفط والغاز. وتُعزى حصة منطقة الرياض التي بلغت 15% في معظمها إلى مشاريع كبيرة تمت ترسيتها في قطاعي العناية الصحية والطرق. ونالت منطقة مكةالمكرمة حصة 12% من إجمالي قيمة المشاريع التي تمت ترسيتها، مع تركيز كبير في قطاعات الطرق والكهرباء والتعليم. وشكلت عقود الإنشاء التي تمت ترسيتها في قطاع الطرق حصة كبيرة من إجمالي قيمة العقود التي تمت ترسيتها في كافة مناطق المملكة (الرسم البياني رقم 3). 15.5 مليار ريال في يوليو تمت ترسية ما قيمته حوالي 15.2 مليار ريال من العقود خلال شهر يوليو من عام 2012، وتصدرها قطاعا البتروكيماويات والطرق. وشكل القطاعان حصة 52% من إجمالي قيمة العقود التي تمت ترسيتها خلال الشهر. وضم قطاع البتروكيماويات ثلاثة مشاريع كبيرة تمت ترسيتها كلها من قبل شركة صدارة للكيماويات على شركة تيكنيكاس ريونداس. ويقتضي العقد الأول أن تنشئ شركة تيكنيكاس ريونداس وحدة أكسيد الإيثيلين مع التجهيزات المرافقة لها في مشروع مجمع بتروكيماويات الجبيل الجديد. وتبلغ قيمة العقد 2.3 مليار ريال، ويتوقع إكتمال تنفيذه في الربع الثالث من عام 2015. ويشمل العقد الثاني الأعمال الهندسية وجلب المواد والإنشاء لوحدة إنتاج مشتقات أكسيد الإيثيلين مع التجهيزات المصاحبة لها؛ وتبلغ قيمة المشروع 1.3 مليار ريال، وينتظر أن يكتمل تنفيذ العقد في الربع الرابع من عام 2016. ويستلزم عقد شركة تيكنيكاس ريونداس الثالث إنشاء مصنع دياكرايليت أكسيد البولي إيثيلين (POD) مع التجهيزات المصاحبة؛ وتبلغ قيمة العقد 1.1 مليار ريال، ويتوقع إكتمال تنفيذ العقد في الربع الرابع من عام 2016. وتمت ترسية ما قيمته 3.2 مليار ريال من العقود من قبل وزارة النقل في قطاع الطرق، يقتضي معظمها إنشاء طرق سريعة جديدة، وإعادة تأهيل طرق قائمة، وتكملة مشاريع الطرق قيد التنفيذ بمختلف أرجاء المملكة. وتمت ترسية العقود على شركات محلية متخصصة. قطاعا البتروكيماويات والطرق يتصدران قيمة العقود في يوليو بقيمة 15.2 مليار ريال وشهد شهر يوليو ترسية ما قيمته 1.4 مليار ريال من العقود في قطاع النقل، وكان أبرزها العقد الذي تمت ترسيته من قبل شركة السكك الحديدية السعودية على مجموعة بن لادن السعودية بقيمة 664 مليون ريال. وبموجب العقد، ستشيد المجموعة خط سكك حديدية بطول 85 كيلومترا بين رأس الخير والجبيل. ويتوقع اكتمال تنفيذ العقد في الربع الثالث من عام 2015. وشهد قطاع العقارات السكنية ترسية عقد بلغت قيمته 1.6 مليار ريال من قبل وزارة الدفاع لشركة الجودى التجارية؛ وستبنى الشركة 82 برجا سكنيا و11 فيلا لمنسوبي الشرطة وعوائلهم. أيضاً يقتضي العقد إنشاء 12 مسجدا. وينتظر اكتمال تنفيذ العقد في الربع الثالث من عام 2016. وفي قطاع العناية الصحية، قام الحرس الوطني بترسية عقد قيمته 500 مليون ريال على شركة منازل للإنشاء لتشييد مستشفى الحرس الوطني في مدينة الإحساء، وسيضم المستشفى 300 سرير. ومن المرتقب اكتمال تنفيذ العقد في الربع الثالث من عام 2015. تراجع عقود أغسطس تراجعت قيمة العقود التي تمت ترسيتها خلال شهر أغسطس لتبلغ 12.8 مليار ريال. وتصدر قطاعا الطرق والبتروكيماويات كافة القطاعات، حيث شكلت العقود التي تمت ترسيتها في قطاع الطرق حوالي 2.5 مليار ريال. وهنا أيضاً، يقتضي معظمها إنشاء طرق سريعة جديدة، وإعادة تأهيل طرق قائمة، وتكملة مشاريع الطرق قيد التنفيذ بمختلف أرجاء المملكة. أما قطاع البتروكيماويات، فقد شهد ترسية ما قيمته 1.9 مليار ريال من العقود. وتمت ترسية العقد الأول من قبل شركة الصدارة للكيماويات على شركة تكنيمونت بمبلغ 1.4 مليار ريال. وستنشئ تكنيمونت مصنع بولي إيثيلين منخفض الكثافة مع التجهيزات المرافقة له في مشروع مجمع بتروكيماويات الجبيل الجديد؛ ويتوقع إكتمال تنفيذه في الربع الرابع من عام 2016. أما العقد الثاني فقد تمت ترسيته من قبل شركة رابغ لتكرير البتروكيماويات (بترو-رابغ) على شركة جاي جي سي وتبلغ قيمة العقد 563 مليون ريال. وستكون شركة جاي جي سي مسؤولة عن توسعة تجهيزات التقطير الهدام للإيثين برابغ (المرحلة الثانية). ويتوقع اكتمال تنفيذ المشروع في الربع الرابع من عام 2015. وفي قطاع العقارات التجارية، تمت ترسية عقد بقيمة 1 مليار ريال من قبل شركة تداول الأسهم السعودية "تداول" على مجموعة من مؤسسات المقاولات والإنشاء وشركة سامسونج سي تي جاي. ويشتمل جزء من العقد إنشاء برج يضم 40 طابقاً "برج تداول"، مع تجهيزات مواقف السيارات الملحقة به في "مركز الملك عبدالله المالي بالرياض". ومن المنتظر اكتمال تنفيذ البرج في الربع الثالث من عام 2015. وسجل قطاع الكهرباء ترسية ما قيمته 1.6 مليار ريال من العقود خلال شهر أغسطس؛ حيث رسّت شركة الكهرباء السعودية العديد من العقود بمختلف أنحاء المملكة في مسعى لزيادة توليد الكهرباء للوفاء بالطلب المتزايد. ورست الشركة عقدين على شركة الطوخي للصناعة والتجارة لإنشاء محطات توليد فرعية. وتبلغ قيمة العقد الأول 439 مليون ريال، ويقتضي إنشاء محطات فرعية بقدرات 380 و132 و13.8 كيلوفولط بالمنطقة الشرقية؛ أما العقد الثاني فتبلغ قيمته 335 مليون ريال ويقتضي إنشاء محطتين فرعيتين بقدرة 380 و 115 و13.8 كيلوفولط أيضاً بالمنطقة الشرقية. ومن المتوقع أن يكتمل العمل في العقدين خلال سنتين. وضم قطاع الضيافة ترسية عقد بقيمة 600 مليون ريال من قبل شركة دار البيان للعقار على شركة نهضة الإعمار للمقاولات لإنشاء فندق هلتون الجبيل. ويشمل المشروع إنشاء برج من 15 طابقا يضم 400 غرفة و30 جناحا، بالإضافة إلى المطاعم وغرف الإجتماعات وقاعة احتفالات ومركز أعمال ومنتجع مياه معدنية وغيرها من التجهيزات المصاحبة. ومن المنتظر اكتمال تنفيذ الفندق في الربع الأول من عام 2015. قطاع الطرق يحوز على عقود سبتمبر شهدت قيمة العقود التي تمت ترسيتها في شهر سبتمبر المزيد من الانخفاض لتبلغ 11.2 مليار ريال. وحاز قطاع الطرق على الحصة الأكبر من قيمة العقود التي تمت ترسيتها حيث بلغت 3.2 مليار ريال، في حين جاء قطاع العناية الصحية في المرتبة الثانية بحصة 2.5 مليار ريال من العقود. وواصلت وزارة المواصلات استثمارتها المكثفة في قطاع الطرق، حيث بلغت القيمة الإجمالية للعقود التي قامت بترسيتها خلال الثلاثة أرباع من العام 9 مليارات ريال. ويتوقع اكتمال تنفيذ العقود في الربع الثالث من عام 2015. ازدهار القطاعات الرئيسية المستهدفة من الحكومة كقطاعات محورية للإنفاق الرأسمالي وضم قطاع العناية الصحية ترسية عقد كبير من قبل وزارة الصحة على مشروع مشترك بين شركة لطيفة للتجارة والمقاولات والحبتور لايتنون بقيمة 1.2 مليار ريال. ويقتضي العقد توسعة مدينة الملك فهد الطبية بالرياض. وتشمل التوسعة مركزا لطب الأعصاب، ومركزا للسرطان، ومركزا للقلب، ومبنى خدمات مركزي، وبقدرة استيعابية تبلغ 500 سرير. ورست وزارة الصحة عقداً ثانياً بمبلغ 720 مليون ريال لإنشاء مستشفى جيزان التخصصي. وتمت ترسية العقد على شركة الفوزان للتجارة والمقاولات العامة. وتبلغ سعة المستشفى 500 سرير، ومن المتوقع أن يكتمل العمل فيه في الربع الرابع من عام 2015. أيضاً رست وزارة الصحة عقداً ثالثاً على شركة الفوزان للتجارة والمقاولات العامة بقيمة 585 مليون ريال. ويقتضي العقد تشييد مستشفى بسعة 500 سرير في مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الطبية بالجوف. ومن المتوقع أن يكتمل المشروع في الربع الثاني من عام 2015. وفي قطاع المياه، قامت شركة المياه الوطنية بترسية عقدين بقيمة 668 مليون ريال على شركة المهيدب للمقاولات. وستتولى شركة المهيدب مسؤولية تشييد خزان مياه بيرمان الاستراتيجي ومحطة ضخ الخُمرة بجدة، ويتوقع اكتمال العمل بالمشاريع خلال عامين. الآفاق المستقبلية رغم التراجع في قيمة العقود التي تمت ترسيتها خلال الربع الثالث من هذا العام، إلا أن تلك القطاعات التي استهدفتها الحكومة السعودية كقطاعات محورية لانفاقها الرأسمالي شهدت ازدهاراً. وشكلت قطاعات الطرق والتعليم والعناية الصحية والتنمية العمرانية جزءاً هاماً من العقود التي تمت ترسيتها، في حين تدنت العقود في القطاعات الرئيسية. بيد أنه من المتوقع أن تحوز هذه القطاعات الرئيسية على القدر الأكبر من العقود التي تتم ترسيتها بنهاية العام. ومن المرتقب ترسية عقود هامة وكبيرة خلال الربع الرابع من هذا العام، حيث يتوقع أن تقوم شركة أرامكو السعودية بترسية العديد من العقود ضمن إطار مشروع مصفاة جيزان الذي تبلغ قيمته 26 مليار ريال. إضافة إلى ذلك، ينتظر أن تقوم شركة الكهرباء السعودية بترسية عقود ضخمة في قطاع الكهرباء، حيث يتوقع أن تتم ترسية عقود تخص مشروع محطة الطاقة الحرارية بجنوب جدة.