قلعة بنت السلطان او» كيوز قلعسي» كما يطلق عليها الاتراك من المناطق الساحرة في اسطنبول رابضة فوق مياه البوسفور لها منظر جميل يعشقه كل من يراها فقد كثرت الحكايات عنها الأمر الذي اكسبها مكانا في الاذهان. فتاريخ بناء هذه القلعة التي تجذب بجمالها آلاف العاشقين سنويا يعود الى 2500 عام بناها القائد العسكري «جارز» على اعمدة من المرمر كنصب لتخليد ذكرى زوجته ابان عهد دولة بيزنطة في عام 410 قبل الميلاد ثم استخدمت القلعة كنقطة مراقبة وجمرك للسفن العابرة للمضيق. وعندما فتح السلطان محمد الفاتح مدينة القسطنطينية(اسطنبول حاليا) كانت نقطة انطلاق دفاعية يستخدمها الجيش العثماني اثناء الفتح. وفي عام 1509 تعرضت القلعة الى اضرار كبيرة نتيجة لزلزال ضرب مدينة اسطنبول مما دعا الى انشائها وبنائها من جديد ومن ثم تحويلها الى منارة لارشاد السفن في عبورها لمضيق البوسفور0 وتعرضت القلعة كذلك خلال القرون الثلاثة الماضية الى عدة حرائق واصطدامات من قبل السفن المارة في مضيق البوسفور مما دعا الى اعادة بنائها اكثر من مرة. واستخدمت في عام 1830 للميلاد كمركز للحجر الصحي بعد تفشي وانتشار مرض الكوليرا المعدي في مدينة اسطنبول0 وعن سبب اطلاق اسم قلعة السلطان عليها قال مدير العلاقات العامة في القلعة هكان يوكسال في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انها ترجع الى احد الاساطير المروية عن احد السلاطين العثمانيين0 واضاف اخبر السلطان العثماني من قبل المشعوذين بأن ابنته المدللة ستموت لدى بلوغها الثامنة عشر من عمرها من لدغة ثعبان مما دفع به الى ترميم القلعة المتهاوية لتصبح مكانا أمينا لسكن ابنته الغالية بعيدا عن الخطر0 وتابع قائلا ان الله شاء ان يدخل الثعبان الى القلعة ليصل الى الفتاة بواسطة سلة من العنب المرسلة وكان القدر المحتوم بأن لدغت الفتاة وماتت. واشار كذلك الى رواية اخرى لا تقل شهرتها عن الاولى والتى انتهت بمأساة بين شاب وراهبة عندما ضل الشاب طريقه الى القلعة عوما نتيجة لعدم ارسال الاشارة الضوئية المتعارف عليها من الراهبة المنتظرة على أحر من الجمر مقابلة الحبيب سرا في القلعة مما أدى الى غرق الشاب في مياه المضيق. وقال عندما عرفت الراهبة الخبر شعرت بالذنب وفداحة الخطأ لحقت بعشيقها تاركة نفسها تغرق في مياه المضيق في ليلة حالكة الظلام. أما في وقتنا الحاضر فيؤكد يوكسال ان لهذه القلعة مكانة رومانسية هامة لدى الكثير من العاشقين والمحبين فكثيرا ما يتم اعلان الزواج فيها ليس فقط من أهالي مدينة اسطنبول بل من مختلف الولايات التركية. واضاف ان العديد من السياح الاجانب الراغبين منهم في الزواج يأتون الى هذا المكان لاعلان زواجهم أو حتى التلذذ بعشاء رومانسي فاخر على انغام الموسيقى في هذه القلعة التي تقع بين قارتي آسيا واوروبا.