حذر خبير أمني أمريكي من أن الهجوم القادم لتنظيم القاعدة على الولاياتالمتحدة سيحدث على الأرجح كارثة أكبر من التفجيرات التي قضت مضاجع العاصمة البريطانية الخميس. وقال ستيفن فلين كبير خبراء الأمن الداخلي بمجلس العلاقات الخارجية في مقابلة اجراها معه المجلس إن هجمات لندن محكمة التنسيق ودقيقة التنفيذ وتشير الى أن القاعدة واتباعها تظل خطرا فتاكا في اوروبا وانها اضحت تتبنى نهجا له بصمات خاصة من احكام التنظيم ودقة التنفيذ لهجمات متزامنة. وقال فلين إن الخطر على الولاياتالمتحدة «على الرغم من التواجد الصغير للقاعدة على اراضيها» يتمثل في امكانية استغلال المنظمة للموارد القليلة المتاحة لها لتنفيذ هجوم اكثر دموية واوسع تدميرا. واضاف فلين «الذي الف العديد من الكتب عن الامن والارهاب كان آخرها بعنوان امريكا المستضعفة.. كيف فشلت حكومتنا في حمايتنا من الارهاب» أنه اذا استغرقت القاعدة ثلاث سنوات لتؤمن لنفسها موضع قدم في الولاياتالمتحدة من خلال الموارد الضئيلة المتاحة لها فانها لن تضيع ذلك في عملية صغيرة لايكون لها وقع خطير على الرغم من الصدى الاعلامي لها. وأوضح فلين أن هجمات القاعدة في لندن تشير الى انها أضحت حركة أكثر منها منظمة حيث افرخت مجموعات متفرعة منها نبتت على ارض الدولة ومن بين مواطنيها وليس من بين مقاتلين جاءوا اليها من الخارج. وقال إن هجوم لندن يبدو من هذا النوع وان المعلومات التي يستشفها مما نشر على الانترنت ومن تصريحات الشرطة البريطانية تشير الى أن هؤلاء الناس الذي خلقوا هذه الكيانات المنسوبة الى القاعدة يحملون جوازات سفر من الاتحاد الاوروبي منهم مهاجرون من الرعيل الاول ومنهم من يعيش في المدن ممن حصلوا على الجنسية وليسوا «على سبيل المثال» سعوديين جاءوا خصيصا لتنفيذ هذه العمليات. وقال إن هذا كان هو نفس الوضع في حالة الهجمات على قطارات مدريد في مارس عام 2004. وقال ستيفن فلين كبير خبراء الأمن الداخلي بمجلس العلاقات الخارجية إن نمط الهجوم في لندن يوحي بأن المنفذين من الذين الفوا نظام المواصلات ويستطيعون القيام بعمليات استطلاع طويلة ومطمئنة دون اثارة الشبهات. وأشار الى انه يبدو أن القاعدة قد انشأت منظمة لها في اوروبا. وقد اصبح من الواضح منذ هجمات مدريد ان القاعدة تستطيع تنفيذ عمليات متقدمة تتجلى في دقة التنظيم والاداء لاكثر من تفجير في وقت واحد وعند ساعات الذروة وبالتزامن مع حدث سياسي ضخم مثل اجتماع قمة الثماني في غلين ايغلز باسكتلندا. ويرى فلين أن السبب في استهداف القاعدة لوسائل النقل الجماعي هي انها توقع أكبر عدد من الضحايا والخسائر المادية وفي الوقت نفسه تحدث حالة من الارتباك والشلل في النظام العام في مدن تعتمد بشكل كبير على وسائل المواصلات العامة. وقال إن الأمن في محطات النقل العام يكاد يكون منعدما حيث لا أحد يفتش الحقائب او يتخذ اجراءات الحيطة المعمول بها في المطارات.. وقال ان في هذا اخبار سيئة واخرى سارة للولايات المتحدة، اما السيئة فهي ان الاستعدادات الأمنية في المواصلات الجماعية والعامة في الولاياتالمتحدة اسوأ حالا من بريطانيا. ففي بريطانيا هناك بعض التكنولوجيا المستخدمة في المراقبة في المواصلات العامة والمحطات مثل الدوائر التلفزيونية المغلقة والاشراف المركزي على قوات الامن وادارة العمليات بالاضافة الى نضج شعبي بفضل الخبرة المتراكمة من التعامل مع ارهاب منظمة الجيش الجمهوري. وقال فلين إن النبأ السار هو أن القاعدة ليس لها من التواجد في الولاياتالمتحدة مالها في اوروبا لانها تعدم في امريكا القاعدة العريضة من الجماعات السكانية التي تدعم اهدافها على الرغم من سهولة استهداف نظام المواصلات فيها. وأكد فلين ضرورة وجود نظام أمني متكامل للمواصلات العامة في البلاد يتواكب مع تنمية الوعي ورفع القدرة على الاستجابة الفعالة في حالة وقوع أي عملية واسعة النطاق مشيرا الى ان البريطانيين ابدوا قدرة كبيرة في هذا الجانب وفي نفس الوقت.. محذرا من أن الامريكيين لم يجروا نفس التدريبات ولم يصقلوا نفس الخبرات التي تراكمت لدى البريطانيين. وقال فلين إن ضيق نطاق الهجمات في اوروبا يشير الى ان هناك منظمة قائمة وتريد ان تفعل شيئا من آن لآخر لتحقيق هدف معنوي مقابل اتساع الفاصل الزمني بين الهجمات التي تنفذها في الولاياتالمتحدة بسبب تضاؤل قدرتها على لملمة اشلائها وبالتالي تبدو حريصة على ان يكون نطاق عملها اوسع واكثر دوياً. وأضاف أن الحرب في العراق لم تقلص من التهديدات بل انها زادت الهجمات على الغرب بما يبدو انه احد الوسائل لعزل حليف قوي للولايات المتحدة في الحرب بالعراق. وتوقع فلين ان يعزز هذا الحدث - على المدى القصير - من الدعم الشعبي للرئيس بوش في الحرب على الارهاب على الاقل في الولاياتالمتحدة حيث سيتذرع به الامريكيون لمواصلة النهج الذي بدأوه بينما ستمن به بريطانيا على واشنطن بأنه ثمن تدفعه لتحالفها معها. وقال فلين ان هذا ربما يستثير عناد البريطانيين في تحدي الارهابيين بمواصلة تحالفهم مع واشنطن مستدركا ان المشكلة بالنسبة لبريطانيا هي فتور الدعم الشعبي للحرب بالعراق مما يجعل من الصعوبة بمكان حشد الناس حول الحكومة في هذا الصدد. وقد انتقد العديد من الخبراء عدم اهتمام الادارة الامريكية بالأمن في المواصلات العامة مثلما تهتم به في المطارات والطائرات حيث انفقت 20 مليار دولار على أمن الرحلات الجوية مقابل 250 مليون دولار لتأمين المواصلات العامة «القطارات ومترو الانفاق والحافلات». هذا على الرغم من ان عدد الرحلات البرية التي تقطعها وسائل المواصلات العامة بالمسافرين في البلاد يوميا والتي تبلغ 32 مليون رحلة تزيد 16 مرة عن عدد الرحلات الجوية التي تقطعها خطوط الطيران الامريكية كل يوم.