كان فريق الاتفاق قبل تحقيقه أول لقب له للدوري السعودي الممتاز فريقاً صغيراً لا يمكن أن يتجرأ للفوز ببطولات في ظل سطوة النصر والهلال والأهلي أواخر السبعينات والثمانينات الميلادية وسيطرتهم على الألقاب، الاتفاق وكثير من الفرق في البطولات السعودية تحضر مرة وتغيب أخرى، فلا تخرج في نهاية المطاف عن تحقيق مركز متقدم يمثل إنجازا لها ولجماهيرها وإن ابتعد عن المراتب الثلاثة الأولى، وبروز فريقين اثنين يسيطران على كل شي يمثل ظاهرة في الرياضة العالمية، وفي مختلف الدوريات لكن ذلك لا يمنع من ظهور مفاجئ بين فترة وأخرى لفرق صغيرة في إمكانياتها كبيرة في طموحها وآمالها وجهدها، والاتفاق في العام 1402 ه جاء منافسا صغيرا للكبار (النصر والهلال والأهلي) قاده آنذاك الوطني خليل الزياني الذي صرح يوما وفي معترك المنافسة وقبل جولات عدة من الحسم حين كان الجميع متفاجئا بأن فريقه يحتل وصافة الترتيب: "المركز الثاني ليس طموحنا، ولا يزال أمام الاتفاق فرصة مواتية للفوز بأول درع للدوري الممتاز". قلب الاتفاق كل التوقعات وتحول لاعبوه الأقل شهرة آنذاك صالح وعيسى خليفة وسلمان حمدان ومبارك الدوسري وسامي جاسم وباطوق وفيصل البدين ومروان الشيحة وعمر باخشوين وسلمان نمشان وجمال محمد وسعدون حمود وغيرهم كلهم تحولوا إلى نجوم كبيرة بعد أن نجحوا في إسقاط الكبار وإحراز الدرع. فريق الفتح القادم من الأحساء هو اليوم على خطى الاتفاق، طموحه كبير للفوز بأول لقب للدوري السعودي، حتى وهو يتصدر البطولة دون خسارة، وبتعادلين اثنين فقط يخرجه كثير من المحللين من السباق على الفوز بالدوري لا لشيء سوى لأنه فريق صغير لم يسبق له أن حقق بطولة أمام الفرق الكبيرة، أما المنطق فيؤكد أن الفتح بقيادة مدربه التونسي يتطور موسما بعد آخر، واكتملت منظومته بالاختيار الموفق لعناصره الأجنبية ويملك لاعبين محليين طموحين، وتعمل أجهزته الفنية والإدارية بتناغم كبير، أظن أنه يخوض تجارب طيبة ويخرج بنتائج مثالية؛ فحتى وهو يخرج خاسرا من العربي الكويتي في الكويت 23 في البطولة العربية يؤكد أنه فريق رائع ومتوازن وقادر على الثبات رغم نقص صفوفه مع الدقية 20، لقد كان الفتح مثلا جيدا للكرة السعودية فالنتيجة تعد إيجابية، وهي امتداد لما يقدمه من أداء ونتائج لن تبعده من الترشح عن إحراز البطولات بدءاً من الدوري السعودي هذا الموسم.