لازال الكثير من سكان مدينة الرياض وكل المسافرين القادمين إلى العاصمة يتساءلون عن " حكاية " الصالة الرابعة في مطار الملك خالد الدولي .. فرغم مضي ثلاثين عاماً على افتتاح هذا المطار (12 صفر 1404 ه) لازالت هذه الصالة مغلقة حتى يومنا هذا ولذلك بقيت لغزاً محيراً لكل من يشاهدها وأصبحت مأوى للأتربة والمخالفات !! رغم أنها تقع في مقدمة مباني المطار للقادمين له من الرياض .. ورغم هذه السنين الطويلة حتى يومنا هذا ظلت هذه الصالة لغزاً محيراً لكل مرتادي المطار وأصبح الكل يتطلع إلى حل لغز هذه الصالة !! بتاريخ 24/8/2008م كتب الأستاذ يوسف الكويليت مقالا عن مطار الملك خالد وعن هذه الصالة في افتتاحية جريدة الرياض ذلك المقال كان بعنوان (العاصمة .. والمطار الذي تقادم عليه الزمن) وحمل المقال انطباعات طبيعية وتساؤلات عن حال هذا المطار الذي توقف منذ ثلاثين عاماً عن مسار تطور العاصمة ومسار نموها السكاني والاقتصادي والعمراني !! وتضمن المقال تساؤلات عن الصالة الرابعة وهى الصالة المهجورة التي ظلت على حالها منذ افتتاح المطار في ظل مشاكل كثيرة جدا يعاني منها الركاب المسافرون والقادمون الذين يتم إنزالهم بعيداً عن الصالات ويتم نقلهم بالحافلات من وإلي الصالات ما يعطي انطباعا كبيراً لدى المسافرين والقادمين عن خلل كبير في بنية هذا المطار !! وبتاريخ 28 /8/2008 م ورد للجريدة رد من مدير عام مطار الملك خالد الدولي المهندس سعد بن محمد الطاسان جاء فيه انه تم تصميم المطار بطاقة استيعابية سنوية للصالات الثلاث تساوي (14) مليون مسافر، بينما يبلغ العدد الفعلي للمسافرين سنوياً (11.5) مليون مسافر وهو ما يشكل (82%) من الطاقة التصميمية. وأن الطاقة التصميمية سترتفع الى (20) مليون مسافر عند تشغيل الصالة الرابعة، وبذلك تنخفض نسبة التشغيل الفعلي الى (57.5%). ويجري حالياً دراسة متطلبات تجهيز وتشغيل الصالة الرابعة، والتي ستزيد الطاقة الاستيعابية ب (6) ملايين مسافر سنوياً. كما أنه قد تم تصميم وإنشاء عدد (2) مدرجي طيران بطول (4.200) متر لكل منهما لاستيعاب الطائرات ذات السرعة والأحجام الكبيرة، آخذين في الاعتبار مستجدات الصناعة الجوية مثل ما تم إنتاجه مؤخراً كطائرات الإيرباص 380، وأنه نادراً ما يتم استخدام المدرجين معاً ما يجعل نسبة تشغيل مدارج الطيران عند (50%) اضافة الى تخصيص موقع ضمن المخطط العام للمطار لإضافة مدرج ثالث إذا دعت الحاجة الى ذلك. وبتاريخ 14/11/2011 م نشر خبر عن اجتماع اللجنة الإشرافية لتطوير مطار الملك خالد الدولي جاء فيه الاطلاع على سير خطة تطوير وتوسعة الصالات 3 و 4 بما يضيف 12 مليون راكب بالسنة إلى المطار وسبعة عشر جسراً إضافياً لتصعيد الركاب إلى الطائرة خلال ثلاث سنوات، يتبعها تطوير وتوسعة الصالات 1 و 2 خلال ثلاث سنوات لاحقة، وكذلك اختيار المطور لمنطقة الطيران الخاص بما يتناسب مع نمو الطلب على خدمات الطائرات الخاصة، وبما يليق بحجم السوق الكامن في الرياض خاصة والمملكة عامة. لكن لم تكن هناك إجابات ومبررات مقنعة لعدم تشغيل او حتى الاستفادة من هذه الصالة طيلة هذه السنوات !! لذلك فالسؤال هنا هل هناك خلل تصميمي أو إنشائي أو هندسي في هذه الصالة ؟ حال دون الاستفادة منها !! هل هناك نقص كبير في تجهيزات هذه الصالة أسوة ببقية الصالات ؟! او هل هناك نقص كبير في الكوادر البشرية التي تحتاجها هذه الصالة للتشغيل !! هل هناك محاذير أمنية أو فنية تحول دون الاستفادة من هذه الصالة ؟! تساؤلات كثيرة وكلها تبحث عن إجابة منصفة عن بقاء هذه الصالة على حالها طوال ثلاثين عاماً !! الوضع في مطار الملك خالد أصبح وضعا لايناسب مكانة المملكة ومكانة هذه العاصمة ومكانة المسافرين لهذا الوطن والقادمين إليه .. في ظل التزاحم والتكدس البشري الذي تعاني منه صالات المطار عند المغادرة والقدوم خاصة في المواسم !! ما يؤكد استحالة وجود حلول كبيرة في ظل الوضع الحالي .. وهذا يؤكد تكرار التساؤل عن عدم الاستفادة من هذه الصالة في حل جزء من أزمة المطار !! وإذا كان وضع هذه الصالة لايسمح حالياً ولا مستقبلاً بتشغيلها والاستفادة منها فلماذا لايتم إذن إزالتها وتحويلها إلى مجال آخر يحقق الاستفادة منها؟! لكن المؤكد أن حال المطار وهذه الصالة تحتاجان إلى نظرة عاجلة جداً.. !!