أصبحنا، والحمد لله، الذي لا يحمد على مكروه سواه، موضع سخرية وتندر، بعد الإجراء الذي اتخذته مديرية الجوازات بإرسال رسائل نصية للأزواج تفيدهم بمغادرة زوجاتهم لمطار من مطارات المملكة، وهو إجراء عبثي لا مبرر له، فالزوج بالتأكيد لا يجهل أن زوجته ستسافر، إلا إذا كانت العلاقات بينهما غير طبيعية، وفي هذه الحالة قد لا يكون لديها تصريح بالسفر، إذن فالإجراء كما قلت مجرد عبث أو مزحة ثقيلة الدم، ولو أن الصحف الأجنبية، ومعها الحق في ذلك فسرته بأنه نوع من التقييد على حرية المرأة والمساس بكرامتها، وهذا ما رددته تعليقات المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر، واقترح بعض المغردين لكي يكتمل الحصار حول المرأة وامتهانها أن يوضع في يدها أو قدمها سوار الكتروني يتابعها ويحدد مكانها أينما سارت، وقد قلت إن هذا الإجراء فيه امتهان للمرأة لأنه يفترض فيها عدم العفة، ويعتبرها غير جديرة بالثقة، هذا عدا ما ذكرته من تكبيلها وتقييد حريتها، ويتضمن في النهاية فكرة أن المرأة متهمة إلى أن تثبت براءتها، مع ان المرأة أصبحت الآن تتبوأ في المجتمع مناصب عالية، وتدرس في الجامعات، وتخوض غمار الحياة في كل المجالات، كما أن لدينا موظفات في المجامع الدولية كهيئة الأمم ومعهد العالم العربي، هذا ولم أذكر أن هناك روائيات وشاعرات أخذن مكانهن الجدير بهن في عالم الأدب والإبداع، مما لا يجعلني أتردد في أن أردد بيت المتنبي: ولو كان النساء كمن عرفنا لفضلت النساء على الرجال ثم ماذا عن الرجل، هل كل الرجال في منتهى العفة والحفاظ على مكارم الأخلاق ؟ وماذا عن الرجال الذي يسافرون إلى بعض الدول العربية، ويشترون القاصرات تحت ستار الزواج، ألا يجدر بأن نضع أساور الكترونية حول معاصمهم ونرسل رسائل نصية إلى زوجاتهم، تخبرهن بمغادرتهم للبلاد؟