أصر رئيس لجنة «إصلاح ذات البين» في إمارة المنطقة الشرقية الشيخ غازي الشمري، على موقفه بشأن طلبه من أحد المتصلين في برنامج يبث على الهواء مباشرة من إحدى الفضائيات، تطليق زوجته، بسبب سفرها من دون أخذ إذن منه، واصفاً ذلك الطلاق ب «الناجح»، وذكر أنه «لا يوجد رجل حكيم يقبل أن تكون زوجته امرأة من هذا الصنف». وعدّ ما قام به من باب «الإصلاح». وكان الشمري، تلقى أول من أمس (الجمعة)، سؤالاً من أحد المتصلين في إحدى القنوات، في برنامج مخصص للاستشارات الأسرية، حول الحل مع «امرأة تسافر من دون أن تأخذ من زوجها إذناً للسفر». فطلب الشمري، من المتصل أن يطلقها «طلاقاً غير بائن، حتى تعود لرشدها»، وأحدث هذا الرد «ضجة» في شبكات التواصل الاجتماعي، إذ اعترض غالبية المغردين على هذا الرأي، معتبرين أنه «يهدم البيوت، ولا يبنيها». وعارض الشمري ذلك. وقال في تصريح ل «الحياة» أمس: «الاجتهاد لم يرَ أفضل من هذا حلاً، إذ ذكر لي المتصل أن مشكلته مع إهمال امرأته ممتدة منذ نحو 10 سنوات، أي أنها ليست مشكلة عابرة كأن تذهب المرأة إلى بيت أهلها، أو أنها لم تقم بإعداد الطعام، لهان الأمر، ولكنها تسافر إلى مدينة تبعد عن مقر إقامتها مع زوجها 900 كيلومتر، وتترك الأولاد لوحدهم، ولا تستأذنه في السفر، بل ترسل له رسالة نصية، لتخبره بأنها سافرت». ووصف الشمري، هذا السفر ب «السفر المشبوه». وأضاف «بحسب ما قال لي الزوج، إنه خيّر الزوجة إما أن تبقى في بيتها مع أولادها، وإلا فإنها سيقوم بتطليقها، إن سافرت، إذن هي من اختارت»، متسائلاً: «قبل لومي أنا، أين كان عقلها؟». وأبان أنه أجاب بناء على ما ذكره المُتصل، «إذ قلت له: إن كانت كما ذكرت، فالله أباح لك ثلاث طلقات في يدك، فطلق طلقة رجعية، لعلها تفوق من غفلتها، وإن فاقت أرجعها إليك»، معتبراً ما قام به يجعله «مصلحاً؛ لأنني حددت الطريقة الصحيحة، عبر جعله طلاقاً رجعياً غير بائن، وأنا لم أحرم الأم من أبنائها، ولكن أن يكونوا موجودين عند الصالح منهم». وبخصوص إذا ما كان من الأفضل التواصل مع الزوجة، وبخاصة لأن الأمر يدور حول طلاق وهدم كيان أسرة، قال: «هي قطعت جميع وسائل التواصل، فهي لم تتجرأ وتتصل بزوجها، وتقول له أنني سأسافر، ولكن أرسلت له رسالة نصية، لتخبره بذلك». وبرّأ ساحته من كل ما يُثار ضده في شبكات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن ما حدث معه أشبه ب «أكل لحمي» في إشارة منه إلى أن الحديث عنه «غيبة». و أوضح أنه كمختص في شؤون الأسرة «أحرص على مسك العصا من المنتصف، ولا يفرحني هدم بيت، فلا تظنوا بأنني احتقر المرأة، فهذا خلاف الحقيقة، فهي الأم والأخت والزوجة، ولكن المرأة ينبغي لها أن تطيع زوجها، ولا تخرج عن أمره، وطاعة الزوج تعتبر أعظم حق بعد حق طاعة الله ورسوله، أي أعظم من حق الوالدين». ولفت الشمري، إلى أن هناك من يعتقد أن المرأة، حتى ولو كانت سيئة الخلق، فلا بد أن تبقى، وهذا مخالف لقوله تعالى «وإن يتفرقا يغني الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً حكيماً»، لذلك أباح الله الطلاق للرجل والمرأة، إذ أن المرأة أيضاً إذا رأت من زوجها خلقاً سيئاً، وعشرة لا تقبلها، وتقصير في حقها، فالشريعة كفلت لها حق طلب الطلاق، فيما اتفق على تسمية علماء الشريعة ب«الخلع».