محمد خاتم النبيين وخير البشر والشافع المشفع عليه صلوات الله وسلامه. أعظم البشر حتى عندما نستخدم المعايير البشرية. يتنزل عليه القرآن بآيات كريمات تشكل الدستور الإلهي لخلافة الأرض. ولكن هذا الدستور الإلهي يحتوي آيات عتاب للنبي صلى الله عليه وسلم لما بدر منه من بعض الأفعال والأقوال. الآيات في ذلك كثيرة منها: قوله تعالى: "عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى، أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك أن لا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره" عبس 1-12. "ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم" التحريم 1. "لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين" الشعراء 3. "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم" الأنفال 67. "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم" التوبة 113. الآيات كثيرة. كنت منذ الصغر أتساءل لِمَ حدث ذلك. لماذا لم يوحِ الله إلى نبيه قبل القول أو الفعل منبهاً له. ولكن حكمة الله أكبر وأعظم من ذلك. إن هذه الآيات وما ماثلها هي الرد على كل من يدعي أنه فوق النقد سواء كان رجل دين أو رجل سياسة أو في أي موقع من المسؤولية بما في ذلك تحصين السيد الرئيس مرسي لقراراته. للأسف لقد رأينا من يحاول حماية الأفراد وتحصين آرائهم وقراراتهم مستعيناً ببعض الأحاديث، وبآراء أفراد، ومقولات غريبة صاروا يرددونها وكأنها من وحي السماء كقولهم: "لحوم العلماء مسمومة" وكأن لحوم بقية الناس حلال. إذا تم عتاب الرسول صلى الله عليه وسلم فليس هناك شخص محصن ولا ممنوع من النقد حتى وإن أضفى على المنع قدسية مصطنعة.