تركزت العمليات العسكرية في سوريا في العاصمة دمشق ومحيطها امس غداة مقتل 53 شخصا في معارك وعمليات قصف في المنطقة تخللتها سيطرة مسلحي المعارضة على اجزاء واسعة من مطار عسكري في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متتالية عن معارك وقصف في منطقة السيدة زينب والغوطة الشرقية وحرستا وسقبا وزملكا والحجيرة في ريف دمشق اسفرت عن مقتل احد عشر شخصا هم مدني واربعة عناصر من قوات النظام وستة مقاتلين معارضين. وكان المرصد اشار ليلا الى سيطرة معارضين مسلحين على "اجزاء كبيرة" من مطار مرج السلطان العسكري في الغوطة الشرقية، مضيفا ان هؤلاء دمروا خلال المعارك "مروحيتين كانتا على ارض المطار وسيطروا على دبابة واسروا 12 جنديا نظاميا". وبث ناشطون على موقع "يوتيوب" الالكتروني اشرطة فيديو عدة تظهر ما اسموه عملية "تحرير المطار". الا ان مدير المرصد رامي عبد الرحمن اوضح امس ان "الثوار لم يتمكنوا من السيطرة بشكل كامل على المطار، وان القوات النظامية لا تزال في المحيط". ويقع المطار على بعد حوالى 15 كلم من دمشق ويضم مهبط مروحيات عسكرية وسيارات للرادارات. وذكر المرصد في بيان بعد الظهر ان القوات النظامية استقدمت "تعزيزات عسكرية" الى حي كفرسوسة في غرب مدينة دمشق "في محاولة لاقتحام منطقة البساتين في الحي التي تشهد قصفا وتصاعدا لاعمدة الدخان منها". كما اشار الى تعرض الاحياء الجنوبية في المدينة للقصف من القوات النظامية. وتستمر العمليات العسكرية على هذه الوتيرة في العاصمة ومحيطها منذ السبت. وقتل السبت بحسب المرصد، 94 شخصا في اعمال عنف في كل انحاء سوريا بينهم 53 في دمشق ومحيطها، معظمهم من الجنود والمسلحين. وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا" امس ان "وحدات من قواتنا المسلحة واصلت مهمتها الوطنية في ملاحقة ارهابيي تنظيم القاعدة الذين يمارسون أعمال قتل وسلب ونهب في داريا والحجيرة والذيابية فى ريف دمشق ودمرت عددا من معداتهم وادوات اجرامهم التي يستخدمونها في استهداف الاهالي وممتلكاتهم". ونقلت عن مصدر مسؤول انه "تم القضاء على عدد من الارهابيين" خلال هذه العمليات. وبحسب المرصد حقق المسلحون المعارضون ليلا انجازا ثانيا لم يكتمل في محافظة درعا (جنوب) على الحدود الاردنية. وذكر المرصد وناشطون ان هؤلاء "اقتحموا الكتيبة الرابعة على الحدود السورية الاردنية". وشوهد مسلحون في شريط فيديو في مكان يحمل آثار القصف والدمار مع نيران مشتعلة الى جانب آلية كتب عليها "حرس الحدود" وقال مصور الشريط انها "عربة حصل عليها ابطال الجيش الحر". وقال مدير المرصد السوري ان "الثوار انسحبوا من المركز خشية تعرضهم لقصف بالطيران، وان قوات النظام استردته الاحد". وقتل 20 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاحد انضموا الى اكثر من اربعين الف قتيل سقطوا خلال اكثر من عشرين شهرا من النزاع، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمراسلين في كل انحاء البلاد وعلى مصادر طبية. دبلوماسيا، يزور رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف الثلاثاء باريس حيث يلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وستتطرق المحادثات الى الملف السوري الذي يشكل نقطة اختلاف بين الدولتين. وخلال اكثر من عشرين شهرا من النزاع، لم يتمكن مجلس الامن الدولي من الخروج بأي قرار حول سوريا بسبب الانقسام بين الدول الكبرى، وخصوصا بين روسيا والصين الداعمتين للنظام والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا المساندة للمعارضة السورية في مطالبتها باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. وتتقدم فرنسا على حليفاتها في الغرب في مسألة دعم المعارضة، اذ كانت اول من اعلن الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية ووافقت على تعيين "سفير" للائتلاف في باريس. كما اثارت مع دول الاتحاد الاوروبي احتمال رفع حظر تصدير السلاح الى سوريا ليتمكن المعارضون من الحصول على السلاح. وكان الملف السوري ايضا محور جولة قام بها رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني خلال اليومين الماضيين وشملت لبنان وسوريا وتركيا. ولم يرشح شيء عن مضمون المحادثات بين لاريجاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت في اسطنبول.