أكد معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل أن افتتاح مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوي فيينا يعد مناسبة تاريخية ذات بعد عالمي إنساني، وهو امتداد لعطاءات ومبادرات خادم الحرمين الشريفين في مجال حوار الحضارات والتقارب بين الثقافات على أساس من القيم المشتركة. وأضاف أن هذا المركز يعكس رؤية متوازنة ونظرة ثاقبة من قائد بلد السلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى العالم أجمع، أنه مهما توسعت الهوة، وقوي الخلاف والاختلاف، وساد منطلق القوة، فإن في القيم المشتركة، وفي أصول الأديان من عالمية القيم، وعالمية المثل، وعالمية الفطرة، وعالمية النظام الاجتماعي ما يمكن من التغلب على الصعوبات والمشاق، ويجمع القلوب المتنافرة، وفهم هذه القيم يؤدي إلى تكوين رؤية سليمة لتعقيدات الواقع الدولي، والأطر الدينية فيها من المرونة والشمولية والصلاحية لاستيعاب تلك الظواهر المتباينة في واقع علاقات الدول. وأشار إلى أن المركز يعد وسيلة ومنبراً ثقافياً لمعالجة الواقع الدولي بصورة مثالية للتطبيق، تحفظ الحقوق، وتبني الحضارات، وتؤسس لعلاقات متوازنة يسودها الأمن والأمان والسلام والاطمئنان. وأضاف أنه في ظل عالم مليء بالنزاعات والفتن والصراعات، وفي ظل تنامي صورة العنف والتطرف والإرهاب، وضعف صوت العقل لتبرز هذه المبادرات الرائدة لخادم الحرمين الشريفين لتعكس شخصية فذة تمتلك حساً إنسانياً رفيعاً وحكمة بلغت غايتها، وعقلاً راجحاً يتعالى على كل المؤثرات، وروحاً إسلامية عالية وهماً ليس تجاه أمة الإسلام فحسب بل تجاه أمم الأرض جميعاً، وهذا المركز يشير إلى حقيقة أصيلة في سياسته وهو أنه ذو نزعة جماعية، وتمسك بثوابت الإسلام ومبادئه، ينطلق منها إلى أفق بعيد تتعلق به آمال الشعوب الإنسانية لتتجنب الصراعات والعنف والدموية. وفي ختام تصريحه رفع د.أباالخيل شكره وتقديره لخادم الحرمين على هذه المبادرة العالمية الإنسانية وسأل الله أن يحقق المركز الخير والنفع والإسهام الفاعل في خدمة الإنسانية حتى تتحقق الصورة المثالية التي يسعى إليها حفظه الله. الى ذلك ينظم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات اليوم الاثنين ورشة عمل ضمن فعاليات تدشين المركز بالعاصمة النمساوية فيينا ، بمشاركة 19 معهداً ومركزاً ومنظمة دولية ذات العلاقة بالحوار بين الأديان والثقافات. وتتركز محاور الورشة حول أربعة مجالات هي إدارة الصراعات والبرامج الثقافية والشباب والتعليم الديني. كما تتضمن الورشة أربع جلسات ، يشارك في الجلسة الأولى خمسة مراكز هي مركز الأديان العالمية والدبلوماسية والصراعات ومركز مبادرات المرأة للسلام العالمي ومركز الرؤية الإبراهيمية ومركز البحث عن القواسم المشتركة ومعهد هنري مارتين، ويرأس هذه الجلسة الدكتور محمد السماك الأمين العام للجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله العالمي. وتتناول الجلسة الثانية البرامج الثقافية وتشارك فيها أربعة مراكز هي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ومركز الطريق الإبراهيمي والمعهد الإفريقي الآسيوي ومركز الأديان من أجل السلام - أفريقيا، ويرأس الجلسة ديفيد روزن كبير الحاخاميين عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله العالمي. وتناقش الجلسة الثالثة موضوع الشباب، بمشاركة خمس منظمات هي مركز ذا فيست ومؤسسة سكاوت العالمية رسل السلام ومنتدى العقائد الثلاث ومركز حوار العقائد للشباب ومركز الأديان من اجل السلام بسريلانكا ويرأس الجلسة القس الدكتور توبي هوارث سكرتير شئون إتباع الأديان بمطرانية كانتربري عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله العالمي. أما الجلسة الرابعة فتتناول إثراء التعليم الديني وتشارك فيها مؤسسة توني بلير العقدية ومركز فيث ماترز والملتقى المسيحي الإسلامي ومؤسسة أديان ومركز بروكومورا، ويرأس الجلسة الدكتور عطا الله مهجراني الكاتب والباحث في الشئون الدينية الإسلامية عضو مركز الملك عبدالله العالمي. ويسبق هذه الورشة حفل افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار. وبعد انتهاء الجلسات ستكون هناك جلسة غداء حوارية لجميع المراكز والأعضاء المشاركين والمهتمين لمناقشة مختلف موضوعات ورشة العمل، وتأتي هذه الورشة في إطار التحضيرات المسبقة لحفل تدشين المركز ومن المنتظر مشاركة أعداد كبيرة من ضيوف حفل التدشين في فعاليات هذه الورش.