اتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سورية على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الإسلاميين في شمال شرق سورية، بحسب ما أفاد وكالة فرانس برس الجمعة ناشطٌ كردي معارض. وقال ناشط قدم نفسه باسم هفيدار إنه "تم الاتفاق في اقليم كردستان العراق بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان على تشكيل قوة عسكرية كردية موحدة لحماية المناطق الكردية والحفاظ على المنطقة من كل من يكون خطرا على أمنها". واوضح ان القوة "مؤلفة من قوات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي والمنشقين الاكراد المتواجدين في اقليم كردستان". وتأتي هذه الخطوة بعد اشتباكات في الايام الماضية بين مقاتلين سوريين معارضين من "جبهة النصرة" و"تجمع غرباء الشام" ذات التوجه الاسلامي، ومقاتلين اكراد من لجان الحماية الشعبية، في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة (شمال شرق). ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان إن الجيش السوري قصف امس الجمعة عدة بلدات في ريف دمشق. وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية ان هذا القصف لداريا ومعضمية الشام اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين. واضاف ان قصفا مدفعيا طال ايضا مناطق في محافظات درعا (جنوب) وادلب (شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق). وتابع ان احد مقاتلي المعارضة قتل في مدينة دير الزور التي تحمل اسم المحافظة التي اصبح جزء كبير منها خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد. وقتل 138 شخصا هم اربعون مقاتلا للمعارضة و45 جنديا و44 مدنيا امس الاول، كما ذكر المرصد. وقال المرصد إن اكثر من 40 ألف شخص قتلوا خلال الصراع الممتد منذ 20 شهرا بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومن يقاتلون للإطاحة به. وقال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد الذي يراقب أعمال العنف إن نصف القتلى تقريبا من المدنيين وإن النصف الآخر منقسم مناصفة بين مقاتلين معارضين وجنود حكوميين. وتابع عبدالرحمن قائلا لرويترز "من المرجح أن يكون الرقم أعلى من هذا بكثير لأن مقاتلي المعارضة والحكومة يكذبون بشأن عدد من قتلوا من قواتهم ليظهروا أنهم هم المنتصرون." ويجمع المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقراً ويدعم المعارضة اسماء القتلى منذ بدأت القوات الحكومية إطلاق الرصاص على محتجين يطالبون بالديمقراطية في مارس آذار 2011. وحمل منشقون عن الجيش ومواطنون سوريون السلاح ضد الأسد واتخذ الصراع طابعا عسكريا. وقال عبدالرحمن إن المرصد لا يحصي الا من يؤكد أصدقاؤهم أو أقاربهم مقتلهم. وأضاف "اعتقل ما بين عشرة و15 ألف شخص منذ شهور وبالتالي لا نستطيع استخدام هذا العدد لأننا لا نعلم إن كانوا أحياء ام أمواتا". ولا تستطيع رويترز التحقق من هذه الأرقام من مصدر مستقل بسبب القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على تغطية الأخبار.