أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلا من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون ضرورة الوصول إلى اتفاق إطلاق النار وتهدئة شاملة ومتبادلة مشيرا إلى أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلفت نحو 140 شهيدا وأكثر من 1100 جريحا. ووصلت كلينتون إلى مقر الرئاسة برام الله صباح الأربعاء وبحثت مع الرئيس عباس التطورات على جبهة قطاع غزة والجهود الأميركية لتحقيق وقف لإطلاق النار، إضافة إلى قضية توجه القيادة الفلسطينية في 29 نوفمبر الجاري إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتقدم بطلب الحصول على صفة دولة غير عضو. وسبق وصول المسؤولة الأميركية إجراءات مشددة فرضتها قوات الأمن الفلسطيني في محيط مقر الرئاسة برام الله في ظل دعوات مجموعات شبابية لاستقبال كلينتون بالتظاهرات المنددة بما أسموه ب"الدور الأميركي المشارك في العدوان على قطاع غزة". وخرجت تظاهرة شعبية ضمت العشرات من ميدان المنارة برام الله وتوجهت إلى مقر الرئاسة حيث ردد المشاركون الهتافات المنددة بالولايات المتحدة والتي تتهمها بإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لشن عدوانها على قطاع غزة، غير أن قوات الأمن الفلسطيني اعترضت طريقها بجدران بشرية في الشوارع وحالت دون وصولها. بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن الرئيس عباس أبلغ كلينتون أن كل فصائل العمل السياسي، بما فيها حماس والجهاد، تسعى لتثبيت تهدئة شاملة ومتبادلة تضمن أن تكف إسرائيل عن الاغتيالات، مشددا على أهمية سرعة الوصول إلى وقف لإطلاق النار ووقف وقوع المزيد من الضحايا لا سيما في أوساط المدنيين. وحسب عريقات فإن القضية الثانية التي بحثها الرئيس مع كلينتون هي المسعى الفلسطيني في الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن كلينتون أكدت موقف الإدارة الأميركية الرافض للتوجه الفلسطيني إلى الأممالمتحدة. وقال: طلبت وزيرة الخارجية من الرئيس تأجيل هذا الموضوع وتغيير رأيه فيه، ولكن الرئيس أكد لها أن قرارنا قد اتخذ، ونحن لا نسعى للمواجهة مع أميركا ولا مع أية دولة، ولكن نحن نمارس حقنا في وضع فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية في مكانها بين الدول والخارطة الجغرافية، وهذا سيتم في 29 من الشهر الجاري. وفي وقت لاحق استقبل الرئيس عباس أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون وبحث معه سبل وقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة ودور الأممالمتحدة بمختلف مؤسساتها خاصة الانروا في إغاثة أبناء القطاع. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع كي مون، حمّل الرئيس عباس إسرائيل مسؤولية التصعيد في قطاع غزة، عندما بادرت إلى تنفيذ عمليات اغتيال طالت القيادي في حماس أحمد الجعبري، وأعقب ذلك قيام حماس والفصائل الأخرى إلى أعمال مضاد.