بعد انتهاء موسم الامتحانات وظهور النتائج بدأت أعداد المسافرين إلى خارج المملكة للسياحة في التوافد على صالات المطار الدولية، وأخذت بعض الأسر في تسابق على الحجوزات مع شركات السفر والسياحة بحثاً عن الأفضل والأقل سعراً. «الرياض» قامت باستطلاع على بعض المكاتب السياحية في الرياض، والالتقاء بعدد من السيدات للتعرف على مستويات الخدمة في هذه المكاتب كما تفاجأنا أثناء الجولة بإقفال المكاتب النسائية التي سبق أن تم افتتاحها وتحولت إلى مكاتب خدمات عملاء تخدم الجنسين يعمل بها موظفون من الجنسيات الآسيوية، والبعض الآخر خصص مكاتب للعائلات لخدمة السيدات ولكن استمر طاقم الخدمة من الرجال. حول هذا الموضوع خرجنا ببعض هذه الآراء والتعليقات: مكاتب نسائية لا تزال حُلماً ٭ عند مدخل أحد مكاتب السفر التي خصصت مداخل للعائلات التقيت بالدكتورة منى أحمد وتعمل في أحد المستشفيات الحكومية وسألتها عن رأيها في خدمات مكاتب السفر والسياحة بالنسبة للمرأة فقالت جيدة وهي عموماً خدمة مدفوعة لقد كنا نقرأ ما بين فترة وأخرى عن افتتاح أقسام نسائية ولكن حقيقة لم نر أي بودار من هذه الأخبار وأنا أحب أن أقوم بعمل حجوزات سفري بنفسي عن طريق هذا المكتب الذي خصا مكاناً للعائلات ولكن الذي يعمل به رجال. وحول السفر في الصيف أكدت أنه ليس صحيحاً أن كل من يسافر في الصيف أنه مسافر للسياحة فهناك من يذهب إلى الدراسة وهناك من يسافر إلى العلاج أو متابعة أعماله التجارية وأنا استعد للسفر إلى الولاياتالمتحدة لاستكمال بعض البحوث الطبية المتعلقة بتخصصي الطبي ولقد أخذت مني الموافقة على التأشيرة حوالي شهر، واعتقد أنه بعد الإعلان عن المطلوبين الإرهابيين الجدد سوف تكون الأمور أكثر تعقيداً لقد أساء هؤلاء الإرهابيون إلى سمعة الفرد السعودي المسلم والمسالم في الخارج ولكن إن شاء الله سنبقى شعباً محباً للسلام بإذن الله. أين الخدمة يا سيدتي؟ ٭ وفي نفس المكتب التقيت بأم ماجد القحطاني التي كانت بصحبة طفلتين لها وقالت لا تسأليني عن درجة الخدمة في هذه المكاتب فهي خدمة تعتمد في الدرجة الأولى على معدل الزحمة في قسم الرجال فإذا كان هناك زحمة فالله يكون في عون المرأة التي سوف تنتظر إلى ما شاء الله حتى تخف الزحمة فأين هذه الخدمة التي يتحدثون عنها؟ فالموظف فيها مرتبط بالعملاء الرجال أولاً، وتأتي النساء في الدرجة الثانية من الخدمة وأن تخصيص أماكن نسائية ليست إلا مجرد تفخيم لهذه المكاتب، ولقد حضرت إلى هنا للحجز لي ولأطفالي والسفر إلى إحدى الدول العربية للحاق بزوجي الذي يأخذ دوره تدريبية هناك. وفي ختام حديثها قالت يجب أن يهتم بهذا الجانب وخاصة أن المرأة أصبحت أكثر اعتماداً على نفسها في المراجعات هذه المكاتب أو غيرها من الخدمات. تم إقفال القسم النسائي وفي مكتب آخر للسفر والسياحة والذي كان قبل فترة افتتاح فيه قسم نسائي وعند زيارته تم تحويل المكتب بالكامل إلى قسم رجالي يخدم كافة العملاء الرجال والسيدات عن طريق كونترات الحجز العادية وعند سؤال الموظف الذي يحمل إحدى الجنسيات الآسيوية أجاب أنه كان هذا المكتب مخصصا للسيدات تعمل فيه بعض الموظفات من الجنسيات العربية ولكنه اقفل ولا يعرف أسباب تحويله إلى مكتب خدمات عملاء رجالي. صعوبة التعامل مع الموظف وعند مروري في شارع العليا العام الذي تكثر فيه شركات ووكالات السفر والسياحة لم أشاهد في بعض هذه المكاتب سيدات إنما كانت تضج بالزحمة من الرجال من مختلف الجنسيات وبعد التنقل أكثر من مكتب توقفت عند أحد المكاتب ووجدت سيدات على كونتر الحجز فسألت السيدة الموجودة وهي سعودية فقالت إن صعوبة الدخول إلى هذه المكاتب وصعوبة التعامل مع الموظف الأجنبي هي احد المعوقات فالبعض منهم لا يعرف يتحدث إلا باللغة الانجليزية وهذا فيه صعوبة إلى السيدة التي لا تعرف اللغة في طريقة التعامل والتفاهم مع الموظف الأجنبي وهذه مشكلة تواجهها المرأة كما أنها تتحرج الدخول في المكتب المليء بالرجال ولكن أحياناً ظروف المرأة تحكم عليها أن تضطر الاعتماد على نفسها والذهاب للحجز بنفسها. وعند سؤالي للسيدة الأخرى التي كانت موجودة وتنتظر دورها ويبدو أنها من إحدى الجنسيات العربية قالت إنها لا تجد مشكلة في الحجز فهي تقوم بعمل الحجز لها ولأولادها من أي مكتب حجز ولكن الزحمة وانتظار المرأة بين الرجال يخجلها ويجعلها تنتظر في الشارع حتى يأتي دورها على الكونتر وهذه مشكلة تعاني منها أغلب السيدات. ينقصنا التأهيل والتدريب النسائي في التخصص وحول هذا الموضوع يعلق الدكتور ناصر الطيار رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة حول عدم وجود مكاتب نسائية متخصصة يعمل بها موظفات سعوديات لخدمة المرأة قال: في الواقع نتمنى ذلك ونحن لم نقصر في طرح المبادرات والمحاولات المستمرة لتنفيذ هذه الخدمة والتي نحرص أن تكون هناك أقسام نسائية في وكالات السفر والسياحة للخدمة ولكن للأسف معاهد التدريب الأهلية الموجودة لدينا ليس لديها برامج تدريبية متخصصة لتدريب وتأهيل الموظفة السعودية على برامج السفر والسياحة التي تحتاج إلى تخصص في نوعية الخدمة المقدمة فالموظفة في هذه المكاتب ليست موظفة بيع أو بائعة إنما موظفة تحتاج إلى الكفاءة العالية في التعامل مع الحجوزات والحسابات والرحلات المتعلقة بالمطارات فهذه الوظيفة تحتاج إلى موظفة متخصصة تعرف كيف تتقن التعامل مع الوظيفة كما أننا قمنا بمبادرة إلى مكتب العمل في طرح استقدام مدربات متخصصات لديهن الخبرة في العمل والسفر والسياحة يستطعن أن يعملن وأن يقمن بتدريب الموظفات السعوديات وبعد سنة أو سنتين تستطيع الموظفة السعودية اكتساب الخبرة ويكون لدينا فريق كامل قابل لتدريب سعوديات أخريات وهكذا ولكن دخلنا في مسألة صعوبة التأشيرة واستقدام المدربة الأجنبية وكان هذا عقبة من العقبات ونحن بالعكس نرحب أن تزال كافة العقبات وحتى تحل الموظفة السعودية للعمل في مكاتب نسائية خاصة بالسفر والسياحة.