هل لا يزال الناس لديكم يعيشون في الخيام؟ طالما أن الجو لديكم حار فلماذا يضع الرجال غطاء على رؤوسهم؟ ما هي أكثر الأطباق المحلية شهرة؟ لماذا تغطي النساء وجوههن؟! ما هو سهم القبلة الذي ينتشر في الفنادق؟ هل الجمل موجود في كل البيوت؟! ما سبب لبسكم للنعال وليس الجزمة؟ هذه الأسئلة التي قد يراها البعض سطحية وساذجة هي نوعية الأسئلة التي يوجهها السياح الأجانب إلى أحد المرشدين السياحيين في الخليج العربي، بل أن هناك ما هو أكثر سطحية من هذه الأسئلة لأن كثيراً من هؤلاء الأجانب ما زالوا يجهلون عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا ويفسرون كل ما يرونه ظاهراً منها تفسيراً يتواءم مع ثقافتهم، وكنت قد التقيت علي آل سلوم في معرض أبوظبي للكتاب قبل سنوات وقد ألقى محاضرة ناقش فيها مشاهدات السياح وأجاب على عديد من أسئلتهم التي كانت تضحك الأطفال الإماراتيين، والحقيقة أن هذا الشاب الإماراتي النابه قد قدم خدمة وطنية نبيلة من خلال تعريفه الرائع بعادات وتقاليد وثقافة بلاده من واقع مهنته كمرشد سياحي من خلال موقع الكتروني سياحي ثقافي أسماه (اسأل علي) يجيب فيه على أي سؤال يخطر ببال زائر الإمارات في سبيل بث المعلومات المفصلة عن بلاده وخاصة عادات المجتمع وتقاليده وثقافته لأنها الجانب الأهم في الموضوع وهو ما لفت نظري حقاً. لم يكتف آل سلوم بذلك ولكنه قام بعد 3 سنوات من إطلاق موقعه الإلكتروني التفاعلي، بل أطلق دليله السياحي ASK ALI المطبوع باللغة الإنجليزية عن أبوظبي، ثم عن دبي. وهو يصف عمله الثقافي السياحي ب(المهمة الوطنية) وقد أتبع ذلك بتأسيس كيان مؤسسي استشاري وإرشادي في المجال السياحي والثقافي لوطنه، يتعاون معه أقرانه من مواطنين ومواطنات، يقدمون من خلاله خدمة الإرشاد السياحي والإجابة عن أسئلة السياح الزائرين للدولة. إن تجربة علي الإبداعية التي ساهمت بفعالية في كسر كل علامات الاستفهام والتعجب في أذهان الأجانب البعيدين قلباً وقالباً عن ثقافتنا لنموذج يحتذى لكل من أراد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والأفراد لتوصيل الصورة الحقيقية للدولة والصورة الحقيقية لشعبها بعاداته وتقاليده وثقافته التي شوهتها عجلة الإعلام الغربي طيلة عشرات السنين من خلال أحكامهم الجائرة التي يكيفونها في ميزان ثقافي معتل سببه الأساسي هو عجزنا عن إيصال صورتنا التي تليق بنا. ولتأكيد النجاح الذي حققه علي فإن زوار موقعه الإلكتروني، الذي أسسه في العام 2007م يتراوح بين 5 إلى 15 ألف زائر شهرياً، ويحتل الرقم 500 ألف من أصل 7 ملايين موقع الكتروني حول العالم. وتنتشر روابطه في 450 موقعاً. ويقول علي: "تصلني أسئلة عن اللباس المناسب المسموح به في الدولة على سبيل المثال، وما هي العادات والتقاليد حتى لا يصدر عنهم أي تصرف ضد ذلك، وغيرها من الأسئلة التي أجيب عليها على الفور". ولأنه بالفعل لا يستطيع أحد تمثيل ثقافة البلد إلا أهل البلد فإن علياً بتجربته نجح في تقديم صورة حقيقية لبلاده تثير الإعجاب وتبعث على التقدير. وأخيراً فإن تعريف الآخرين بعادات وتقاليد وثقافة البلد وخاصة في بلد فيه من التنوع الشيء الكثير كما هي المملكة العربية السعودية أمر جدير بهيئة السياحة والآثار أن تضعه في أولوياتها، وكلي أمل أن نجد في كل منطقة من مناطق بلادنا شاباً يجيب على كل استفسار يخص منطقته على الشبكة العنكبوتية المنتشرة حول العالم فنجد مواقع باسم (اسأل حمد) و(اسأل فهد) و(اسأل سالم) و (اسأل صالح) تعكس الصورة الحقيقية لبلادنا خاصة في ظل الأعداد الكبيرة من المبتعثين الذي يجيدون اللغات الأخرى .