تبين من الرقابة التي اجرتها الاممالمتحدة على برنامجها «النفط مقابل الغذاء» في العراق، ان حسابات هذا البرنامج مدينة وهناك بالتالي ملايين الدولارات المفقودة او المختلسة، حسب اللجنة المستقلة التي تحقق في البرنامج. واللجنة بقيادة بول فوكر نشرت امس 58 تقريرا عائدة لعمليات تدقيق الحسابات الداخلية التي اجرتها الاممالمتحدة من 1999 الى 2004 حول البرنامج، اعتبرت ان هذه التقارير «تتحدث عن اجراءات غير ملائمة (...) في عدد كبير من الانشطة المختلفة». وقالت اللجنة ان هذه التقارير «تقدم صورة عن عدد من المنظمات التي انهكها ضغط العمل وفقدان الموارد والتي كانت تنشط في الغالب بطريقة غير فعالة وباهظة الكلفة». وفي مجال الخسائر التي نجمت عن سوء الادارة وتمكنت دائرة تدقيق الحسابات الداخلية التابعة للامم المتحدة من تقدير حجمها، فان الاموال التي جرى تبذيرها تمثل ما مجموعه حوالي خمسة ملايين دولار. لكن اجمالي الاموال المفقودة او المختلسة «اكثر من هذا المبلغ بكثير» نظرا الى حجم العجز، وفقا للجنة. وكان تبين ان الحكومة العراقية حولت برنامج «النفط مقابل الغذاء» الذي طبق من 1996 وحتى 2003 بهدف تخفيف معاناة الشعب العراقي من الحصار الدولي الذي كان مفروضا على نظام صدام حسين، عن الهدف الاساسي الذي اقر من اجله وجرى اختلاس ما مجموعه مليارات الدولارات. وتشكل الفضيحة مصدر ارباك كبير بالنسبة الى منظمة الاممالمتحدة. والوثائق التي نشرت اليوم وكانت الاممالمتحدة رفضت نشرها، ليست سوى جزء من التحقيق الذي اجرته لجنة فوكر.