مضى على اهتمامي الاعلامي بشؤون المتقاعدين اكثر من عشر سنوات ، عاصرت خلالها العديد من التحولات في قضاياهم ومؤسساتهم ، وكانت بداية تعلقي بالاخبار والتقارير الصحفية عن هذه الفئة الغالية عندما زرت مصلحة معاشات التقاعد بهدف عمل تحقيق صحفي والتقيت عددا من المراجعين ووجدت ان الاعلام مقصر في حقهم ولديهم الكثير مما يحتاج الى طرحه اعلاميا سواء على مستوى نشر الوعي بمرحلة التقاعد او ضعف الخدمات المقدمة لهم آنذاك أو عدم الاهتمام المجتمعي بهذه الفئة. وخلال جولتي الاولى التقيت بمدير مصلحة معاشات التقاعد الاستاذ محمد الخراشي الذي كان يحدثني عن الكثير من طموحاته والعاملين في المصلحة وعن رؤية جديدة لها ولخدماتها وبرامجها،والحقيقة رغم انني كنت متفائلاً بحديثه الا انني كنت حذرا لان رؤيته ونظرته المستقبلية هو والعاملين معه كانت اكبر من واقع مصلحة معاشات التقاعد بكثير، وكانت العوائق والصعوبات اكثر من الممكن، واليوم وقد مضت عشر سنوات من تحول مصلحة معاشات التقاعد الى مؤسسة عامة وقد تطورت اكبر مما كانت الطموحات السابقة بفضل الله ولازال التطوير مستمرا اجد أن الشكر لايوفي العاملين في المؤسسة جميعاً حقهم ، فما شاهدته من تطوير اداري وتقني وخدمات الكترونية للمتقاعدين والمستفيدين وافتتاح فروع ومكاتب لها واستثمارات وطنية رائدة أمر يبعث على الفخر والاعتزاز . ولأن الجميع يعلم ان هذه المؤسسة الرائدة تعمل لخدمة المتقاعدين وتعزيز مركزها المالي للحفاظ على حقوقهم ، فانني على ثقة بان الجميع ينظر لها بعين الثقة بأن القادم ايضا افضل واشمل وان خدمات المتقاعدين لن تتوقف عند ماتم تحقيقه ,, وان العاملين فيها يسعون لخدمة المتقاعدين وتحقيق متطلباتهم والاستماع لهم وتسهيل الاجراءات عليهم وليس ادل على ذلك مما تم تطويره في نظام التقاعد سابقاً، والقادم افضل ان شاء الله . ولأن ايضاً طموحات المتقاعدين وآمالهم في مؤسساتهم ومجتمعهم كبيرة ،كان علينا في الصحافة والاعلام أن نشارك هذه الجهات جهودها ولقد كانت صحيفة "الرياض" سباقة في تخصيص صفحة اسبوعية تعني بهموم المتقاعدين وشؤونهم وتناقش قضاياهم ، وشرفتني الجريدة بالاشراف على هذه الصفحة فوجدت التجاوب من مسئولي مؤسسة التقاعد وحرصهم على التكامل ، وحبهم للاستماع لشؤون المتقاعدين وهمومهم ولقد كانت مشاركتهم فعالة وايجابية في كل مانشر عن المؤسسة سواء انتقادا لها او ثناء على جهودها . واليوم والمؤسسة العامة للتقاعد تتشرف باستضافة الاجتماع الخليجي لرؤساء التقاعد والتأمينات وهي المؤسسة التقاعدية الاكبر في دول الخليج . ويصادف ذلك مرور عشر سنوات على تحولها التنظيمي الى مؤسسة عامة نجد أن ماتم تحقيقه من انجازات هو الدافع الاكبر للمواصلة والتطوير ,,, ومثل هذه المؤسسة نستشرف منها المستقبل الافضل فما قدمته خلال العشر سنوات الماضية يؤكد ان عجلة التطوير والخدمات الافضل للمتقاعدين والحرص على حقوقهم هي انجازات قيمة، وما أن يكتمل انجاز إلا ويبدأ إنجاز آخر بتوفيق الله ,,,