بدأت في العاصمة التونسية أمس أعمال مؤتمر دولي حول الأسرى الفلسطينيين وسط جدل سياسي متصاعد دفع السلطة الفلسطينية إلى مقاطعته. وأشرف على هذا المؤتمر الذي ستتواصل أعماله على مدى يومين تحت شعار"الحرية موعدنا"، الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، بمشاركة القيادي الفلسطيني فاروق القدومي (أبو اللطف)، ورائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48، ومصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية. كما شاركت في الجلسة الإفتتاحية لهذا المؤتمر، شخصيات حقوقية تونسية وعربية ومن فعاليات منظمات المجتمع المدني وسط حضور شعبي باهت، حيث لم يتجاوز عدد الحضور ال150 شخصاً غالبيتهم ينتمون إلى التيارات الإسلامية. ورغم أهمية هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي يسعى إلى نصرة قضية الأسرى الفلسطينيين، فإن التجاذبات السياسية خيمت عليه منذ الإعلان عن عقده، حيث سارعت السلطة الفلسطينية إلى الإعلان عن مقاطعتها له وسط إستياء أعربت عنه أكثر من شخصية فلسطينية. وقال وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية، عيسى قراقع، إنه لن يشارك بالمؤتمر الذي دعت إليه مجموعة من المنظمات والأحزاب وذلك لعدم توجيه دعوة رسمية للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير للمشاركة. وفي المقابل لفت أحمد الكحلاوي، رئيس الهيئة الوطنية التونسية لدعم المقاومة العربية ومناهضة الصهيونية التي تشارك بتنظيم هذا المؤتمر، إلا أنه سبق الإتصال بالسلطة الفلسطينية ولكنها فضلت عدم المشاركة. وقال إن موقف السلطة "غير مفهوم" و"غير مبرر"، ذلك أنها أرادت إعطاء أهمية للمؤتمر المزمع عقده في بغداد على حساب مؤتمر تونس"-على حد قوله-. وفيما يتصاعد هذا السجال الإعلامي بين منظمي مؤتمر تونس حول الأسرى الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية، تتواصل معاناة الأسرى الفلسطينيين الذين يُقدر عددهم حاليا بنحو 4500 أسير في سجون الإحتلال الإسرائيلي، منهم 9 نساء و200 طفل.