بنهاية العام الهجري الحالي تكمل منطقة تبوك مسيرة ربع قرن من التنمية اختتمتها بحقول الغاز المكتشفة في غربيها بمحافظة ضبا، هذه الاكتشافات الحديثة تنضم لقائمة صادراتها الأولى، فمن تصدير الورود والفواكه بأنواعها إلى موعد قريب خلال العام الميلادي القادم تنتج فيه الغاز من حقل مدين المكتشف سابقاً، هذه الصادرات لم تأت من فراغ بل كان نتاج مسيرة طويلة لهذه التنمية في هذا الجزء الشمالي من الوطن ... المنطقة وخلال 25 عاما خطت خطوات جديدة وحديثة للتنمية تحولت بموجبها من ثلاثة أحياء إلى 66 حياً سكنيا إضافة إلى توفر جميع الخدمات التي تم تهيئتها ولكافة محافظاتها الممتدة على مساحة جغرافية كبيرة، وتحولت البادية فيها إلى مدن مصغرة تنعم بوافر الخدمات، واكتملت بذلك عقود الكهرباء التي أنارت كافة منطقة تبوك، وشهدت هذه السنوات تحديثاً لكافة الأنظمة الإدارية المعمول بها، فتم إحداث عدد من اللجان المعنية بمتابعة المشروعات والسعي إلى تبسيط وتسهيل الإجراءات، لسرعة إنجاز الأعمال . كل ذلك حقق لتبوك إنجازات عملاقة وشواهد لتنمية المكان وأصبحت في سباق حميم مع التطور الذي تشهده كافة مناطق المملكة حيث أصبحت تبوك تتباهى بمشهدها الحضاري الذي تحولت فيه كثبان الرمال إلى واحات خضراء تتنافس في تصدير كافة أنواع الخضار والفواكه وتتنفس بشذا الورود التي تحيط بساتينُها كل مكان، وها هي الآن بعد أن اكتمل عقد التنمية تفتح ذراعيها أمام العديد من مجالات الاستثمار الصناعي فيها وذلك بعد اكتشاف حقول الغاز وأيضا الاستثمار السياحي حيث تستعد تبوك للدخول للسياحة من أوسع أبوابها وذلك لما تمتلكه من مقومات السياحة الحقيقية ما بين طبيعة خلابة متفاوته في تضاريسها يجمعها أطول ساحل على البحر الأحمر وأيضا بنى تحتية مكتملة. لم تقف مسيرة التنمية للمكان فحسب بل كان للإنسان في تبوك المكانة الكبيرة حيث سخرت كافة قدراتها لتنمية الإنسان فأسست جائزة تبوك للتفوق العلمي عام 1408ه والتي تعنى بتكريم الطلبة والطالبات في كافة مراحل التعليم سنوياً بالإضافة إلى إطلاق جائزة الأمير فهد بن سلطان للمزرعة النموذجية 1412ه والتي تعنى بتكريم 30 مزرعة نموذجية سنوياً . ولما تعيشه تبوك من مناخ تطوري شامل حمل تقدماً حضارياً وعمرانياً وزراعياً واقتصادياً وسياحياً، جعلها الآن بمثابة ورشة عمل كبيرة لمشاريع جديدة للبنية التحتية سواء في الأعمال التطويرية التي تقوم بها أمانة تبوك من خلال مشاريعها التنموية إضافة إلى مشروع الإسكان بمنطقة تبوك الذي بلغ عدد وحداته السكنية 901 وحدة وأيضا تشغيل مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز ذي الصالات الجديدة وتسيير رحلاته الدولية والمحلية، وهذا ما زاد من فرص التنقل والسفر من وإلى تبوك؛ إضافة إلى مشاريع الطرق الحديثة وكذلك المدينة الجامعية والطبية . ولم تغب عنها أن تستثمر في القطاع السياحي فمشروع منتجع شرما دليل حي على ذلك، هذا ويتكون المشروع من فندق خمسة نجوم يضم 150 «شاليها» بأحجام مختلفة ومسجدا ونادي غوص إلى جانب نادٍ رياضي للرجال متكامل، ومركز خاص للنساء يضم شاطئاً ومسبحاً ومركزا للعناية بالبشرة والتجميل، بالإضافة إلى ناد للأطفال، ومطعمين رئيسيين أحدهما متخصص في المأكولات البحرية، وكذلك صالات متعددة الأغراض بطاقة استيعابية تصل إلى 500 شخص، ونادي ألعاب بحرية ومرسى للقوارب، هذا وقد روعي في تصميم المنتجع السياحي اعتبارات من أهمها أنه سيكون مشروعاً صديقاً للبيئة، وأيضاً سيكون بهوية معمارية متميزة، روعي فيها العمارة المحلية واستعمال بعض المواد المستخرجة من المنطقة . ومن مشاريع التنمية القائمة والجديدة التي تعيشها تبوك الآن تواصل جامعة تبوك مشروعاتها الإنشائية من خلال المشروعات الذاتية التي نفذت في وقت قياسي لتغطية الاحتياجات في المرحلة الحالية مع انتظار قيام المدينة الجامعية بكافة مرافقها والتي ستكون إضافة حضارية كبيرة وتحفة معمارية في المدينةتبوك، وقد قامت الجامعة بإنشاء المباني الأكاديمية والإدارية الحالية لتحقق أهدافها التي تتيح لكافة الكليات مواصلة مسيرتها وقد تم الانتهاء من تنفيذ الموقع العام لمشروع المدينة المستقبلية.. تبوك الورد دوار العليا قبل ربع قرن