تبوك - سلطان الأحمري ونحن نودع عاماً ميلادياً راحلاً سجل خلاله القطاع السياحي تفوق على المستوى العام بإعداد منظومة بالتعريف بالسياحة الداخلية وإظهار ما تكتنزه المواقع السياحية من مقومات تنوعت مابين إرث تاريخي يضرب في جذور الزمن . وما بين طبيعة متباينة التضاريس ومتعددة الأماكن وبأجواء مختلفة.. رصدت العيون خلاله العديد من تلك المواقع فكانت المسوق الأول لإمكاناتها . ورغم الخطوات البطيئة لرفع مستوى الاستثمار السياحي الذي يحقق رغبات السياح سواء المحليين او الأجانب في توفير الخدمات السياحية المطلوبة إلا أن ما تمتلكه السياحة من نصيب وافر من المقومات الطبيعية نجحت في استقطاب الكثير إليها ولم تكن المهرجانات وحدها هي الدلالة على نجاح السياحة . فالإرث التاريخي الذي نمتلكه كان بوابة متميزة خلال هذا العام جذب الكثير من السياح خصوصا الأجانب.وهذا ما فرضه الجزء الشمالي من خارطة الوطن بما يمتلكه من مواقع أثرية تعود للقرون البعيدة من أهمها آثار مدائن صالح بالعلا التابعة للمدينة المنورة . وأيضا ما تمتلكه منطقة تبوك من مواقع أثرية جعلتها أيضا من أهم المناطق ثراء بالتراث الثقافي في المملكة بحكم موقعها الجغرافي بين المراكز الحضارية الكبرى في الشرق الأدنى القديم. ومع هذا كانت عيون الوفود الخارجية التي وقفت أمام هذا الإرث أهم مسوق سياحي تعكس الصورة الحقيقية بما نمتلكه من تلك المقومات . «الرياض» رافقت العديد من تلك الوفود خلال جولاتهم السياحية التي تناولت المواقع الأثرية السياحية المتناثرة على أجزاء منطقة تبوك ابتداء من محافظة تيماء ومغاير شعيب بالبدع وسكة الحديد والقلاع الأثرية بتبوك وصولا إلى العلا بمنطقة المدينةالمنورة وتحديدا مدائن صالح . فكانت الدهشة هي التي ارتسمت على تلك العيون من هذا المخزون الأثري الذي يعود إلى أعماق التاريخ بمجرد الوقوف أمامه . مدائن صالح في عيون الفرنسيين: يقول البروفيسور جان كلود كوليار رئيس جامعة السوربون بباريس خلال زيارته والوفد الفرنسي المرافق له لمدائن صالح بعد أن أبدى إعجابه الكبير بضخامة وجمال المواقع الأثرية في محافظة العلا: إن هذا دليل على كِبر وعظمة الحضارات القديمة التي قامت على هذه البقعة من الأرض في هذا المكان شمال المملكة وإن ما أسعده أن هناك تضامنا ما بين جمال الطبيعة في هذا الموقع الآن وكل الآثار والأعمال الكبيرة التي كان يعمل بها إنسان ذلك العصر قديماً في المكان نفسه.مؤكداً في حديثه أنه زار العديد من المواقع الأثرية في العالم ولكن ما إن وصل لحد مدائن صالح الإ واتفق هو وزوجته على أن هذا الموقع يعتبر من أهم وأكبر المواقع الأثرية في العالم مبدياً سعادته بالأعمال التنقيبية التي لازالت تجري في مدائن صالح إلى الآن . العيون الأجنبية المسوّق الأول للسياحة وفد أعضاء الكونغرس الأمريكي ومن جانب آخر لم يخف أعضاء الكونغرس ورجال الأعمال الذي يتضمنهم حفيد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب إعجابهم واندهاشهم بما تكتنزه منطقة تبوك من مواقع أثرية وسياحية مختلفة التضاريس خلال جولتهم السياحية منتصف العام الحالي . حيث قال ل(الرياض) في حينها عضو الحزب الجمهوري (أرون شوك): لقد استمتع جميع الأعضاء ورجال الأعمال الأمريكيين بما تمتلكه المملكة من مناطق سياحية متعددة تتميز كل منها بمميزات مختلفة تجبر الشخص على الوقوف والاستمتاع بها جميعا. منوها بحديثه عن تنوع العادات والتقاليد التي اعتبرها هوية الرجل السعودي في كل منطقة. وما رأوه في منطقة تبوك من مواقع سياحية وأثرية لهي كنز حقيقي تجذب الزوار لها من كافة أقطار العالم. توثيق لحظات الدهشة الوفد البريطاني كما أبدى ميرلاند يورك من الوفد البريطاني الذي زار آثار تبوك مؤخرا إعجابه الكبير بهذا التميز والتنوع في الممتلكات الطبيعية والأثرية وقال: لم يقف إعجابي فقط على هذه فقد أعجبت أكثر بالعادات والتقاليد في هذا البلد وكنت أكثر سعادة عندما تذوقت الأكلات التقليدية في هذه الزيارة وايضا سعدت كثيرا بركوبي على الجمل . فهذا جانب مدهش حقا . أما ما رأيته من بقايا تاريخية قديمة فحقا سجلتها في الذاكرة فهي تستحق ذلك . مدائن صالح أكبر المواقع الأثرية في العالم سياحة تبوك ووقوفا عند سياحة تبوك أشار ل (الرياض) مصدر غير رسمي أنه يتجاوز أعداد زوار المناطق السياحية والأثرية في منطقة تبوك خلال العام الواحد خصوصا مواسم الإجازات حاجز ال 400 ألف زائر للوفود الخارجية حضور يتجاوز 8% من إجمالي هذا العدد. وأشار المصدر ذاته أن عام 2008م كانت البداية الفعلية لاستقبال تلك الوفود خصوصا في تبوك حيث كانت حصيلة السياح الأجانب تقارب 300 سائح فيما بلغ عدد الوفود عام 2009 م 40 وفد من الجنسية الأمريكية والدول الأوروبية يتجاوز عددهم 2500 سائح وصولا للعام الميلادي 2011 الذي تجاوز فيه أعداد السياح الأجانب 4000 سائح . وهذا مايعطي مؤشرات كبيرة على نجاح الخطوات التي تقوم بها هيئة السياحة وشركاؤها للتعرف على تلك الإمكانات السياحية. متعة السياحة ترتسم على وجوه السياح الأجانب الاستثمار السياحي ويبقى الاستثمار لتوفير الخدمات السياحية هو المحك الحقيقي لنجاح هذه المنظومة ولهذا أعدت القطاعات الخاصة في تبوك عدد من المشاريع السياحية لعل أبرزها مشروع منتجع شرما يقول جمال بن سداد الفاخري رئيس مجلس إدارة شركة تبوك للاستثمار والسياحة إنه تم الانتهاء من تنفيذ البنية التحتية للمشروع، فيما بدأت المرحلة الأولى من التنفيذ، موضحاً أنه يتوفر في الموقع عدة مميزات، منها تواجد أماكن للغوص والشعب المرجانية والشواطئ الرملية، ذاكراً أن المشروع يتكون من فندق خمسة نجوم ويضم 150 «شاليه» بأحجام مختلفة ومسجد ونادي غوص، سيقوم بإدارته وتشغيله شركة متخصصة تعمل على تعليم وتدريب هواة الغوص، إلى جانب نادٍ رياضي للرجال متكامل، ومركز خاص للنساء يضم شاطئاً ومسبحاً ومركز للعناية بالبشرة والتجميل، بالإضافة إلى ناد للأطفال، ومطعمين رئيسيين أحدهما متخصص في المأكولات البحرية، وكذلك صالات متعددة الأغراض بطاقة استيعابية تصل إلى 500 شخص، ونادٍ ألعاب بحرية ومرسى للقوارب. وأوضح أنه روعي في تصميم المنتجع السياحي اعتبارات من أهمها أنه سيكون مشروعاً صديقاً للبيئة، وأيضاً سيكون بهوية معمارية متميزة، روعي فيها العمارة المحلية واستعمال بعض المواد المستخرجة من المنطقة، مؤكداً على أن السياحة في تبوك أصبحت واقعية لما وجدت من اهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان، والذي يحرص كل الحرص على المشروعات السياحية التي تخدم كل زائر لهذه المنطقة. الوفد الفرنسي يقف على آثار مدائن صالح المتاحف السياحية بتبوك وعلى الصدد ذاته ذكر مدير فرع السياحة والآثار بتبوك ناصر بن أحمد الخريصي أنه يجري العمل في تنفيذ سلسلة من المتاحف ، أبرزها متحف منطقة تبوك، الذي يجرى تنفيذه في وسط مدينة تبوك بسكة الحديد، إذ من المتوقع أن يسجل تميزا في البناء والتجهيز.إضافة إلى المتاحف في المحافظات يتم تنفيذها في المباني التراثية الموجودة في كل محافظة بمنطقة تبوك، كمتحف محافظة ضباء الذي ستحتضنه قلعة الملك عبد العزيز، ومتحف محافظة الوجه سيقام في قلعة السوق القديم، ومتحف محافظة أملج سيقام في مقر الإمارة القديم بعد تأهيله، فضلا عن متحف محافظة حقل، الذي سيقام في قلعة الملك عبدالعزيز، البروفيسور كلود خلال حديثه للزميل الأحمري الوفد الأمريكي خلال زيارته تبوك