قللت منافذ البيع التابعة لعدد من تجار الحديد في السوق السعودي من كميات الحديد المسحوبة من المصانع المحلية والخارجية المصدرة للحديد إلى السوق السعودي بسبب توقعات العديد منهم بأن تشهد أسعار بيع الحديد انخفاضا خلال الفترة المقبلة، مرجعين ذلك لعدة عوامل منها انخفاض أسعار الخام عالميا، إضافة إلى انخفاض سعر الدولار والنزول في أسعار الحديد التجاري، ناهيك عن الظروف الاقتصادية التي تتعرض لها بعض الدول العالمية ما أوجد تخوفا من قبل التجار في شراء كميات كبيرة بالأسعار الحالية ومن ثم انخفاضه عند البيع عن سعر الشراء ما يعرضهم إلى خسائر فادحة. وعما إذا كان حذر التجار صحيحا من عدمه فإنه بحسب مراقبين للسوق بأن الإقبال على شراء الحديد من قبل المستهلكين وأصحاب المشاريع الإنشائية يشهد طلبا مستمرا وهو ما تم تفسيره من قبل المستهلك بأنه محاولة من التجار والمصانع إلى رفع أسعار البيع النهائي أو المحافظة على الأسعار الحالية في ظل دواع عالمية مبررة لخفض الأسعار الحالية إلى مستويات أقل. وبين محمد عامر مسؤول مبيعات في إحدى الشركات الموزعة للحديد أن الأسعار العالمية للبليت الخام المستورد شهدت انخفاضا خلال الشهر الماضي، متوقعا أن تشهد أسعاره انخفاضا متزايدا خلال الفترة القادمة بسبب انخفاض سعر الدولار ما يعرض أسعار بيع حديد التسليح للانخفاض لأسعار أقل من الحالية وهو ما ذهب إليه الموزعون وذلك بخفض كمية المعروض من الحديد تخوفاً من التكدس لديهم بأسعار مرتفعة عن أسعار السوق. وأفاد بأن العديد من تجار مواد البناء وخاصة الحديد عمدوا منذ فترة على اعتماد كميات محدودة من الحديد للبيع اليومي وبسهولة ودون تكدس يذكر في مستودعات التجار بالرغم من قوة الطلب. وأشار علي الكثيري بائع في إحدى شركات بيع الحديد إلى أن نهاية السنة المالية ساهمت في عدم سحب كميات كبيرة من سابك وغيرها من مصانع الحديد بالرغم من الطلب المتزايد، موضحا أن جميع الشركات الموزعة للحديد بدأت عمليات الجرد السنوي لعملياتها خلال العام الحالي وهو ما دعا الشركات إلى عدم السحب من مصانع الحديد والموردين للحديد الخارجي. ولم يستبعد الكثيري حدوث انخفاض في الأسعار بسبب تباطؤ الاقتصادات العالمية قائلا «قد يكون هناك انخفاض ولكنه سيكون طفيفا وذلك للمشاريع الإنشائية التي يشهدها السوق سواء أكانت مشاريع حكومية أم خاصة». وقال المقاول فهد العتيبي إنهم لا يواجهون صعوبة في الحصول على الحديد خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أن الأسعار لم تتغير بالرغم من التداعيات العالمية، مذكراً بأن الارتفاعات التي شهدتها أسعار الحديد قبل عدة سنوات كانت بسبب ارتفاع أسعار الخام وهي أهم الأسباب التي كانت تشير إليها شركات ومصانع الحديد بعد ارتفاع أسعار الحديد المحلي ما انعكس على الأسعار محليا، مضيفا «حاليا وبعد انخفاض الحديد المستورد نتيجة انخفاض أسعار المواد الخام في الخارج، فهذا العامل مؤهل إلى أن يجعل أسعار الحديد المحلي مرشحة هي الأخرى للانخفاض».