ثمة عناصر موهوبة في ملاعبنا تمتلك المهارة وتجيد لعبة كرة القدم بحرفنة كبيرة متكئة على ما حباها الله من قدرات فنية عالية، تلك المواهب توجد في كثير من الأندية، ولكنها مع الأسف الشديد تركن في قائمة البدلاء وتنتظر إشارة المدرب لخوض معترك إثبات الوجود، والتحدي مع النفس، ومع الآخرين رغبة في تقديم نفسها بصورة مثالية ولتؤكد أنها تستحق الفرصة التي باتت تنتظرها فترة طويلة. مثل هذه المواهب البارزة تنتظر قناعات مدرب يؤمن بأن العطاء للأفضل داخل الميدان، ويمتلك الجرأة والشجاعة في إعطائها الفرصة على حساب بعض الأسماء المستهلكة، التي أخذت فرصتها كاملة، وحجبت الفرصة عن الآخرين. ولعل مدربي الأهلي جاروليم، والهلال كومبواريه يضربان مثالاً جيداً في هذا الجانب اذ قدما خلال فترة عملهما في الأهلي بالنسبة لجاروليم العامين، وفي الهلال بالنسبة للفرنسي هذا الموسم عملاً جيداً في العديد من الجوانب التدريبية المهمة من بينها امتلاك الشجاعة التي لا يمتلكها البعض بإتاحة الفرصة لعدد من الأسماء الصاعدة مؤمنين إيماناً تاماً بأن البقاء للأفضل، والمشاركة للأكثر جاهزية. هناك عدد من الأسماء الجيدة في الشباب ظلت حبيسة دكة البدلاء فترة غير قصيرة وما لازالت تتحين الفرصة التي يبدو أنها ستطول كثيراً، وربما تحجب بقناعات مدرب يتعامل بفلسفة غريبة لم تقنع كثيرين من الجماهير. في الشباب وجود أسماء كبيرة في السن غيب الفرصة تماماً عن هذه الأسماء في ظل إصرار الجهاز الفني على مشاركتها هي فقط من دون اكتراث بما يحدث للفريق من هزات كبيرة جعلته يترنح متلقياً كثيرا من الخسائر، ومواصلاً الهدر النقطي العالي على الرغم من أن الدور الأول لم ينقض بعد. ولعل الوقت قد حان لتقديم كل الشكر والتقدير لهذه الأسماء الخبيرة التي خدمت طويلاً، وقدمت كثيرا من الجهد، والعطاء، وساهمت بفاعلية بما تحقق للفريق من منجزات كبيرة خصوصاً أن المحافظة على لقب الدوري بالنسبة للشباب بات صعباً جداً إن لم يبلغ حد الاستحالة نتيجة للتناثر النقطي الذي يصعب تعويضه حتى وإن فاق الفريق، وعاد لوضعه الطبيعي. ومن المؤكد أن إتاحة الفرصة لعدد من الأسماء الشابة سيساهم في تجديد نشاط الفريق ومن ثم إعادة توهجه، وعنفوانه الغائب هذا الموسم. ومن المؤكد أن جماهير الشباب العاشقة لفريقها تنتظر هذه الفرصة على أحر من الجمر، وستبارك هذه الخطوة لأنها هي من نادت بأعلى صوتها حتى بح من كثر النداء بأن تتاح لهؤلاء الشبان الفرصة كاملة، ولعل في جعبة القائمة البديلة كماً من الأسماء المتمكنة كبدر السليطين، وعبدالرحمن البركة، وصالح القميزي، وتميم الدوسري، وفهد حمد، وحسين شيعان، وهادي يحيى، وغيرهم وأخالها قادرة بموهبتها العالية على تقديم نفسها بصورة جميلة والمساهمة في قيادة الفريق للمزيد من العطاء الفني، والإبداع الكروي.