فجع المواطنون في الرياض من الانفجار الهائل لشاحنة الغاز شرقي المدينة.. والواقع أنني ما رأيت شاحنة تسير داخل المدينة محملة بالغاز ومشتقاته إلا انتابني وجل وخوف من هذه القنابل الهائلة التي تجتاج المدن والقرى في المملكة.. في معظم أنحاء العالم وحتى في الدول الفقيرة يمدّ الغاز إلى البيوت بواسطة الأنابيب مثل الماء تماماً، ونحن ممن يصدر الغاز إلى العالم لا نزال ننقله إلى مدننا وبلداتنا عبر وسائل النقل المتحركة، ولا نزال نستعمل داخل بيوتنا أسطوانات الغاز، هذه القنابل الخطرة التي ينام عليها أطفالنا وتحت مسؤولية وتصرف خادمات وعاملات هن من يتصرفن في شؤون المطابخ، ما ظنكم لو سهت شغالة أو نسيت إغلاق الفرن ونامت ألن يسبب ذلك كارثة إما عن طريق الموت بالاختناق، أو الانفجار عند قدح أية شرارة..؟! إن ترك الأمور تسير على هذا النحو أمر مثير للقلق والخوف، وتعريض المواطن للمخاطر، والفجائع.. بل إن ترك مثل هذه الشاحنات الضخمة حرة طليقة تسير وفق إرادتها قد يسبب خطراً وطنياً، فمن ذا الذي يستطيع أن يمنع متهوراً أو مخرباً أو مجرماً أو مسطولاً من تفجر ناقلة في أي مكان حيوي من الوطن لا قدر الله.. خاصة وأن معظم من يقودونها هم من العمالة الوافدة التي لا ندري ماذا تحمل، وماذا تبطن، وكيف تفكر؟ هذا بخلاف مخاطرها في الطرقات الطويلة أو العامة، حيث النوم، والاعياء، والتعب وربما تعاطي بعض الأشياء التي تخل بالتوازن والقدرة على التحكم في القيادة.. أعود إلى القول بأن وضع هذه العبوات الناسفة تتحرك في بيوتنا وشوارعنا أمر في منتهى الخطورة، والأذى والتهديد بالكوارث، والفواجع، وأنه آن الأوان لمعالجة هذا الوضع الخطر بكل جدية وصدق، وأمانة.. إذ لا يوجد أي مبرر منطقي أو معقول لأن يترك الوضع بهذه الفوضوية والعشوائية فمعظم الدول كما أسلفت ومنها الدول الفقيرة يصل الغاز إلى بيوتها ومصانعها وكل وسائل الإنتاج فيها عبر أنابيب آمنة، لا تسبب ذعراً ولا خوفاً.. ولا توجد داخل مدنها أرتال من صهاريج الغاز المتنقلة التي قد تحدث تدميراً هائلاً عند أدنى ملامسة أو احتكاك كما حصل شرقي الرياض.. ووقاكم الله شر الفوضى، والإهمال، والناقلات المتفجرة..