وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما امس الثلاثاء إعلان «حالة الكارثة الكبرى» في ولايتي نيويورك ونيوجرسي والطوارئ في فرجينيا مع اجتياح الإعصار ساندي السواحل الأميركية الشرقية وارتفاع حصيلة ضحاياه إلى 16 وتسببه بالدمار وانقطاع التيار الكهربائي وتعليق الحملة الانتخابية الرئاسية. وقال البيت الأبيض في ثلاثة بيانات أصدرها الثلاثاء إن أوباما أعلن حال الكارثة الكبرى في ولايتي نيويورك ونيوجرسي وأمر بتقديم مساعدة فدرالية إضافية إلى الولايات المتأثرة بالإعصار ساندي. وأعلن الرئيس الأميركي أيضاً حال الطوارئ في ولاية فرجينيا كما أعطى تفويضاً لوزارة الداخلية ومصلحة إدارة الطوارئ الفدرالية بتنسيق جميع جهود الإغاثة التي تهدف لرفع الشدّة والمعانات عن السكان المحليين وتقديم المساعدة المناسبة لإجراءات الطوارئ المطلوبة. في غضون ذلك ارتفعت حصيلة الإعصار «ساندي» الذي ينطلق من جنوب نيوجيرسي وخفّض إلى عاصفة استوائية كبرى، إلى 16 قتيلاً من غرب فيرجينيا إلى كارولاينا الشمالية وكونيكتيكت، ودماراً واسعاً وانقطاعاً للكهرباء خصوصاً في مدينة نيويورك التي غرقت مناطق واسعة فيها في الظلام حيث انقطع التيار الكهربائي عن 670 ألف شخص. واجتاحت رياح الإعصار ساندي التي بلغت سرعتها 129 كيلومترا في الساعة سواحل نيوجرسي ليل الاثنين بالتوقيت المحلي ورفعت مستوى البحر في مدينة نيويورك إلى حوالي أربعة أمتار ما أدى إلى فيضانات في الأنفاق ومحطات مترو الأنفاق وشبكة الكهرباء التي تغذي وول ستريت.وكانت مدينة أتلانتيك في نيوجرسي الأكثر تضرراً حيث أصبحت عبارة عن امتداد للمحيط الهادئ، كما شهدت مدينة نيويورك احتراق 50 منزلاً بالكامل في حي كوينز وفيضان حي مانهاتن الشهير. واقفلت البورصة الأميركية لليوم الثاني الثلاثاء وهي المرة الأولى التي تقفل بورصة نيويورك ليومين متتاليين بسبب الطقس منذ 1888 حين ضربت المدينة عاصفة ثلجية. وتتجه العاصفة إلى بنسيلفينيا وشمال ولاية نيويورك، بعد أن خفّت رياحها في مدينة نيويورك.وألغى أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني مشاركاتهما الانتخابية قبل أسبوع فقط من الانتخابات. وتسببت الفيضانات والأمطار بتوقف المطارات الكبرى ومن بينها مطار جون كينيدي الدولي وتوقف حركة النقل بالكامل في الولايات المتأثرة وأغلقت المرافق العامة من مبان حكومية ومدارس وجامعات. وأعلنت حالة الإنذار في مفاعل «أويستر غريك» النووي في نيوجرسي بعد ارتفاع منسوب المياه وتهديدها نظام التبريد. وقال المتحدث باسم لجنة التنظيم النووي نيل شيهان، إن المياه ارتفعت أقل من مترين من المنسوب الطبيعي وإذا ارتفعت إلى أكثر من مترين فيمكن أن يفقد المفاعل القدرة على تبريد حوض الوقود المستنفد ويضطر العاملون للجوء إلى نظام التبريد بواسطة خراطيم المياه للتعويض عن التبخّر في الحوض. وكان «ساندي» تسبب بمقتل 67 شخصاً في الكاريبي بينهم 51 في هايتي، قبل أن يصل إلى السواحل الشرقية للولايات المتحدة. ويتوقع أن يتأثر بالعاصفة حوالي 60 مليون شخص، في وقت يرجح أن يصطدم بكتلة هوائية ما يتسبب بعواصف ثلجية وفيضانات وانقطاع التيار الكهربائي. وتتأثر بالإعصار كل من نورث كارولاينا وجنوب شرق فرجينيا وسواحل نيوجرسي وشبه جزيرة ديلمارفا. واتخذت إجراءات عدة استعداداً لأضرار كبيرة في الولاياتالشرقية من واشنطن وبالتيمور إلى فيلادلفيا ونيويورك. أحد سكان المناطق المهددة يجمع أكياس الرمل لحماية منزله (أ.ب) مسعفون ينقلون المرضى المنومين في أحد مستشفيات نيويورك بعد انقطاع الطاقة عن الحي الأمر الذي يهدد حياة الكثير من المرضى (رويترز)