أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما حال «الكارثة الكبرى» في ولايتي نيويورك ونيوجرسي اللتين ضربهما الإعصار «ساندي»، ما يسمح بتقديم مساعدة فيديرالية للمتضررين في مناطق برونكس وكينغز وناسو ونيويورك وريتشموند وسافولك وكوينز. وتحدثت تقارير إعلامية عن مقتل 16 شخصاً على الأقل في الولاياتالمتحدة ومع تقدم الإعصار في البر والذي غطى المساحة الأوسع في تاريخ الأعاصير بالولاياتالمتحدة (ألف كيلومتر)، تراجعت سرعة الرياح من 150 كيلومتراً في الساعة إلى 105 كيلومترات. واتجهت عين الإعصار إلى غرب فيلادلفيا (بنسلفانيا) ومنها غرباً، فيما توقعت مصادر رسمية أن تبلغ الخسائر الاقتصادية 20 بليون دولار، نصفها فقط مؤمن عليه. وأوضح البيت الأبيض أن المساعدات ستشمل تأمين مساكن موقتة للضحايا، وإصلاح أضرار الكارثة، فيما يتوقع مسؤولو الأرصاد الجوية أن يتأثر حوالى 60 مليون شخص بالعاصفة، واصطدامه بكتل هوائية قد تتسبب في عواصف ثلجية وفيضانات وانقطاع للتيار الكهربائي. وفي ولاية نيويورك، سقط خمسة قتلى على الأقل، بينهما اثنان في منطقة كوينز هما رجل سقطت عليه شجرة وامرأة وطئت بقدمها في بركة مياه مكهربة. وقتل اثنان آخران في مقاطعة وستتشستر شمال الولاية، وآخر في حادث سيارة بماساتشوستس ارتبط جزئياً بسوء الأحوال الجوية. وأعلنت سلطات ولاية ماريلاند سقوط شخصين في حادثين مرتبطين بالعاصفة، كما قتل آخرون في كونيتيكت ونيوجرسي وبنسلفانيا ووست فرجينيا، فيما أحصت شرطة مدينة تورونتو مقتل امرأة بسبب تطاير انهيار لافتة عليها في جادة سانت كلير، علماً أن مركز الإعصار الكندي توقع تزايد سرعة الرياح إلى أكثر من مئة كيلومتر في الساعة، داعياً الكنديين الذين يعيشون في مجرى الإعصار إلى ترقب 3 أيام من دون كهرباء. وكان الإعصار قتل 66 شخصاً في منطقة الكاريبي بينهم 51 في هايتي الأسبوع الماضي. وقطعت الكهرباء عن مليون ونصف المليون شخص في نيويورك ونحو 6.8 مليون شخص في الولايات المتضررة، علماً أن نصف مانهاتن غرقت في ظلام دامس، وقال باشكو روكاغ المقيم في نيويورك منذ 20 سنة: «العام الماضي كانت الرياح أقوى والأمطار أغزر، لكن لم يسد الظلام ولم نشهد فيضانات». كما توقفت وسائل النقل في الجزء الأكبر من المناطق الرئيسة. وغمرت المياه سبعة من أنفاق مترو نيويورك بسبب الفيضانات التي رفعت منسوب البحار نحو 4.2 متر في وسط مانهاتن مقارنة برقم قياسي سابق بلغ 3 أمتار خلال الإعصار «دونا» عام 1960. وأعلنت إدارة الإطفاء في نيويورك أن منسوب المياه غير المسبوق أعاق جهود مكافحة حريق هائل شب في حي كوينز الفاخر، ما دمر أكثر من 50 منزلاً. وحتم تحطم جزء من رافعة بناء تدلت من مبنى سكني قيد الإنشاء يضم 90 طبقة وسط مانهاتن، إجلاء سكان المنطقة خشية أن تتسبب الرياح الشديدة في إسقاط الرافعة كلها. وهددت المياه بغمر موقع البناء في مركز التجارة العالمي سابقاً والذي استهدفته اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2011. وأغلقت أسواق المال الأميركية للمرة الأولى منذ اعتداءات 11 أيلول، وتوقفت الحكومة الفيديرالية عن العمل، وأغلقت المدارس على امتداد الساحل الشرقي. وفي إطار جهود الإغاثة، أنقذت الأجهزة اشخاصاً كثيرين علقوا على سطوح منازلهم، ونفذت سفن عمليات إنقاذ في ستاتن آيلاند وكوني آيلاند ببروكلين مع انحسار الفيضانات جزئياً. وكانت سلطات نيويورك أمرت 375 ألف شخص بإخلاء المنطقة، لكن عشرات الآلاف من السكان تجاهلوا نداءاتها ولازموا منازلهم. وكشف رئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبرغ، أن خدمة الطوارئ الهاتفية تلقت 10 آلاف اتصال كل 30 دقيقة، داعياً السكان إلى عدم الاتصال للإبلاغ عن انقطاع الكهرباء، بل عن الحالات الطارئة. وفي نيوجرسي، وضع مفاعل «سالم 1» الواقع في هانكوكس بريدج على ضفة نهر ديلاوير خارج الخدمة، بعدما تعطل 4 من 6 مضخات مياه يضمها، أما مفاعل «أويستر غريك» فأعلنت حال «التأهب» فيه، باعتبار أن تجاوز منسوب المياه ارتفاع المترين يهدد بتعطيل مضخات توزيع المياه في المحطة، وقد يجبر مشغليها على استخدام إمدادات المياه المخصصة للطوارئ لتبريد قضبان وقود اليورانيوم المستنفد. واعتبرت مدينة أتلانتيك الأكثر تضرراً في نيوجرسي، حيث باتت امتداداً للمحيط الهادئ. عرض فرنسي وفي باريس، عرض وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تقديم بلاده مساعدات للسلطات الأميركية لمواجهة آثار الإعصار «ساندي»، وقال: «ستبقى فرنسا بتصرف سلطات الولاياتالمتحدة لمساعدتها بأية طريقة تراها ضرورية».