مدخل للشاعر جعفر بن هادي بن شري: يا ما حلا في كل ريعٍ وزملوق العشب الاخضر والزهور النظيره وياما حلا الفنجال في حزّة شروق وجمر الغضى حوله دلالٍ كثيره وياما حلا يا أهل الوفا شوفة النوق بين الزهر حيرانها مستديره والسيل يجري بين سابق ومسبوق ياما حلا شوفه وما ازين مسيره تغمر الإنسان الفرحة والبهجة والسرور والحبور عندما يشاهد تساقط الأمطار، وكذلك من خلال التنزّه في وسط البراري والتجوال وسط الطبيعة الخلابة.. ففي مثل هذه الأيام يخرج الناس للاستمتاع بالجو النقي، ومشاهدة السيول والفياض، ويتجه الكثيرون منهم إلى البراري والأماكن الطبيعية نظراً لتحسن الأجواء والاعتدال الجميل فيها.. ولا شك أن الأجواء الجميلة تعشقها النفس، وتدخل السعادة عليها، وتُلهب قريحة الشعراء، وتُعد مصدر إلهام شعري، وهي خاصية اتصف بها أغلب الشعراء حيث تستهوي أنفسهم، وتطرب الروح، وتسلي الخاطر فهذا الشاعر محمد بن عايد الشراري أقد أنشد شوقاً ولهفة ومحبة لمشاهدة الأمطار بعد التأخر: يا الله تفرّجها تزيل العواثير يالله تغيث الأرض ياعالي الشان ضاقت على عبادك جميع التباصير يالله تغيث الكون للغيث شفقان وعقب المحل تصبح فياضه مخاضير ويطلع بها من كل مختلف الألوان يسلى بها الناظر بشوف النواوير متخالطن عشب البختري لقحوان وتفهقت بالعشب صفر ومغاتير بأرض قفر ماطبها راعي الضان والجو زان وصار بالجو تغيير وتباشروا بالخير حضرن وبدوان واغلب الشعراء من محبي البراري والتخييم والكشتات، ويكثر ترديد البرق والعشب في أشعارهم، ويتفننون في الوصف الجميل، والمعبّر والرائع لجمال منظر الشعاب خاصة عندما تتساقط الأمطار، وتسيل الوديان، ويبقى الندى فوق الأزهار فمثل هذه المناظر يحلا الوصف، ويزين التعبير فيها كما يقول الشاعر فهد بن عقيل الطويان: منظر سعد ينصاه من كان فاضي رايق مزاجه عزبته فوق جيبه لا.. لاح برق الغيث من بعد ناضي ينصاه ما حسَّب لبعد ومغيبه يشوف خيره تمتليبه إفياضي وهمّه يغيب بشوف مدرج شعيبه وكثير من الشعراء دائماً في مناجاة ورجاء مع الرب – عز وجل – يطلبونه ويدعونه أن ينزّل المطر ويغيث البلاد والناس والأرض والبهائم.. فقد صور لنا الشعراء من خلال أشعارهم الجميلة جمال الطبيعة بعد نزول المطر عندما تكتسي بالعشب والزهور، وتفوح بريح العطور الطبيعية، وتنسام منها رقة الهبوب وقت السحر.. فلا أروع ولا أجمل من ذلك.. عسى الله أن يجيب دعاء السائلين وأن تعم رحمته جميع أرجاء البلاد، وفي وصف جميل للطبيعة ورجاء العباد برحمة الله أنشد الشاعر ناصر بن محمد العتيبي: يالله برزقك يا مجيب السؤالي يارازق وحنا لرزقك مداوير تنشي من القبلة صدوق الخيالي غر السحاب اللي مزونه مزابير ربان مزنه مثل روس الجبالي ويبرق ويلمع مثل لمع البواتير يسقي ديار دهر جاها محالي هشيمها قد طارت آبه المعاصير غيث يعم بعيدها والموالي تباشر بخيره عبادك تباشير منه الحزم والشعب والروض سالي لين امتلن منه الودي والمحاجير ويقفاه ودان على أربع لليالي كنه على اللي قبل ياخذ مشاوير ويزم نبت العشب وسط المفالي نبت جديد طالع له نواوير يكسي تراب الأرض كنه زوالي عليه طربان الحجل والعصافير قفر ليا ذعذع عليه الشمالي مسك على وصفه تعجز التعابير تفرح به العربان وأهل الحلالي ويزين ممشى الناس وسط المخاضير تشوف راع الذود داله وسالي في وسط بيت شيده للمسايير ناره لها في مقدم البيت صالي وفي جالها يرك الدلال المباهير وعندما يشاهد الإنسان تلك الأماكن الطبيعية الجميلة التي حباها الخالق - عز وجل - بالجمال والمزيد من العوامل الطبيعية الرائعة لا غرابة أن يسعد بمشاهدة هذه الطبيعة ويزيد الحنين والوجد، وانشراح الصدر، والإبداع والتألق في الوصف وفي هذا الشأن يقول الشاعر عبدالله بن عبود السهلي: ياحيّ شوف المطر والسيل عقب البطا تفيض وديانه أسبوع كامل نهار وليل وتربع الأرض عطشانه