هذه الارض الصحراويه القاحلة التي مشى على سطحها أجدادنا حفاة جياعا لا يعلمون ان باطنها ذهب اسود سيتفجر من بئر الدمام (7) في 1938، ليضعنا في مصاف ال 20 دولة الاكبر اقتصادا في العالم. فلا تحسدونا على نعمة النفط عمود اقتصادنا وممول افكارنا وابتكاراتنا وموظف مواردنا الماديه والبشرية حتى ننوع مصادرنا ونعظم ايراداتنا. من قال إنك أعلم من ارامكو صاحبة التنقيب والاستكشاف والإنتاج ولديها المعلومات وأفضل العلماء والمستشارين وخبرة طويلة في ادارة اعمالها. إنها تدرك مخاطر صناعة النفط والغاز وتعرف جيدا كيف تعظم ارباحها في ظل تقلب الاسعار وتقدم بدائل الطاقة الاخرى. إنهم فقط اصحاب ذروة الانتاج اعداء نفطنا ومصدر دخلنا الذين دائما يتمنون إزالة هذه النعمه عنا. إنهم فعلا يحسدوننا بتضليل المواطن واستعمال كلمات مثل (استنزاف ثروات بلدنا) او (اقتربنا من ذروة الانتاج) او ان دخل النفط لا يستثمر داخل الاقتصاد من اجل تنويع مصادر الدخل، هكذا يزيفون حقيقة الاقتصاد السعودي. انهم لا يوضحون للمواطن الذي لا يفقه شيئا في اقتصاد النفط أو سعر الخصم، ومعدل الخطر، بأن بقاء النفط تحت الارض للأجيال القادمة ليس افضل من استخدامه الآن (ريال واحد في يدك الآن افضل بكثير من 100 ريال بعد 20 عاما) لأن فائدته تتقلص مع الوقت ويصبح العائد على الاستثمارات غير مجد اقتصاديا بوجود بدائل الطاقة الاخرى وتحول العالم من النفط الى الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة. هكذا نشهد تحولا في استراتيجية شركة ارامكو من نفط وغاز الى طاقة (نفط وغاز وشمس) ومنتجات بتروكيماويات، بل إنها بدأت فعلا بربط صناعة النفط والغاز (Downstream) بصناعة البتروكيماويات من خلال مشاريعها المشتركة محليا وعالميا في القطاعات التحويلية والتصنيعية والتجمعات الصناعية الأخرى التي تخدم مرافق الشركة التكاملية في مجال التكرير والكيماويات. لذا ستتمكن الشركه من تصنيع العديد من السلع التي نستخدمها في حياتنا من البلاستيك الذي يستخدم في صنع الأجهزة الترفيهية والحاسوبية والطبية الى الألياف الاصطناعية المستخدمة في صناعة الملابس، والفيتامينات والأسمدة، مما يسهل عليها تعظيم دخلها من كل ما يحتويه نفطها من مركبات. فقد وضعت الشركه الاستراتيجيات وخصصت الاستثمارات في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق لتكون في مقدمة الشركات العالمية في مجال إنتاج المواد البتروكيميائية في العالم. هذا نشهده في مشاريعها القائمة والمستقبلية، من مشروع (بترو رابغ) المشترك بينها وبين شركة سوميتومو كيميكال اليابانية الى مشروع (صدارة) المشترك مع داو كيميكال كومباني لبناء وتشغيل مجمع كيماويات متكامل في مدينة الجبيل ومشروع (ساتروب) مع توتال للتكرير والبتروكيماويات في مدينة الجبيل أيضا والذي سيبدأ عمله في 2013 لبناء مصفاة تحويلية متكاملة لمعالجة 400 ألف برميل يوميا من الزيت الخام العربي الثقيل. ان التكامل يعزز القدرة التنافسية العالمية ويواجه التقلبات في اسعار المنتجات النفطية وارتفاع تكاليف الطاقة والقيم والتشدد في انظمة البيئة التي يؤثر على رفع التكاليف التشغيلية. هكذا يصبح التكامل synergy بين المصافي وصناعة البتروكياويات فرصة لتعظيم الربحية وتقليص لتكاليف وتحسين مستوى الكفاءة مع التأكد من توفر امدادات القيم لصناعة البتروكيماويات. كما ان تكامل الخدمات ومعالجة وقود الغاز (الحرارة، الهيدروجين، الماء،البخار،الكهرباء) واستخدام الهيدروجين والهيدروكربونات الموجودة ووقود الغاز يوفر المواد البتروكيماوية الوسيطة لهذه الصناعة. لكن هذا لا يعني ان الشركه لن تستثمر في نفطها بل عازمة على حماية فائض طاقتها الانتاجية النفطية (2.5 مليون برميل يوميا حاليا) باستثمار 35 مليار دولار الى عام 2017 (رويترز، 15 اكتوبر2012). علما ان طاقتها التكريرية الاجمالية تجاوزت 4 ملايين برميل يوميا وتخطط الشركة لزيادتها في السنوات القادمة عندما تبدأ العديد من المشاريع الجديدة عملها محليا وعالميا في الإنتاج. وأختم بقول آدلمان " إن الأسطورة هي جزء من الأسطورة الكبرى القائلة بأن العالم بدأ ينفد من النفط".