أكّد العميد «سعود بن راشد العتيبي» - مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة وتنظيم المشاة - على أهمية تأهيل منسوبي القوة وإعدادهم في كل موسم حج، من خلال العديد من الدورات والمناهج التدريبية النظرية والتطبيقية؛ الهادفة لتعريف الفرد بقدسية المكان والزمان، والأعمال الموكلة لهم لخدمه ضيوف بيت الله الحرام. وقال في حوارٍ ل»الرياض» إنّ خطة القوة لموسم حج هذا العام كانت امتداداً للخطط في الأعوام السابقة، حيث تم التركيز على تطوير الإيجابيات، وتحديداً ما يتعلق بإدارة وتنظيم المشاة ومعالجة السلبيات إذا وجدت، مشيراً إلى حرص «القوة» على تطبيق برامج تدريبية للطلبة، ورفع مستوى اللياقة لديهم، والتعريف بأماكن العمل وطبيعته، وفيما يلي نص الحوار: فرق قوات أمن الحج لإدارة وتنظيم المشاة نجحت في تطبيق خطتها "عدسة-محسن سالم" خطة مرنة * كيف تعاملت قوات أمن الحج في إدارة وتنظيم المشاة مع حج هذا العام؟ - القوة عملت على تجهيز خطة تتميز بالمرونة والتكيف مع كافة المستجدات في المشاعر المقدسة، والتي تتكون من ثلاثة محاور رئيسة؛ منع الافتراش، والتحكم في تدفق المشاة، إلى جانب المحافظة على اتجاهات السير عبر الاتجاه الواحد، وذلك من خلال توزيع القوى البشرية المشاركة في تنظيم وإدارة المشاة بشكل دقيق، وتم إعداد وتجهيز هذه القوى وفق أحدث برامج التدريب، حيث تعتبر واجهة المملكة أمام حجاج بيت الله الحرام الذين يتوافدون من جميع بقاع العالم فهم يتعاملون مباشرة مع الحج في مواقع مختلفة وحساسة، وبهذا كان توجيههم إلى الطريقة المثلى في تقديم جميع الخدمات والإرشادات، والتعامل الحسن مع ضيوف الرحمن، مسترشدين في ذلك بما أكّده سمو سيدي وزير الداخلية -حفظه الله- من خلال حديثه لرجال الأمن على ضرورة أن يتم التعامل معهم باللين واليسر والتسهيل عليهم، وتقديم الخدمة التي يحتاجونها وتوفير الأمن والأمان لهم ليؤدوا فريضتهم على أكمل وجه وفي أجواء إيمانية وروحانية آمنة. العميد سعود العتيبي برامج تدريبية * كيف كانت ملامح البرامج التدريبية؟ - تم إعداد منهج تدريبي يركز على الجانب النظري والتطبيقي؛ بحيث يكون الجانب النظري في الفترة التي تسبق وصول القوة المشاركة في تنظيم المشاة، إذ تم الاتفاق مع عدد (16) جامعة من أجل عقد أكثر من (26) برنامجاً منها دورات طويلة، ومتوسطة، وقصيرة، إلى جانب التعاون في عقد الندوات وورش العمل المشتركة، وتشمل كافة العاملين من الضباط، والأفراد، والموظفين، وكذلك مدن التدريب الست، بالإضافة للبرامج الثقافية التي تهدف إلى تعريف الطلبة بقدسية المكان والزمان والعمل الموكل إليهم لخدمة ضيوف الرحمن. أمّا الجانب التطبيقي، فقد حُدد لهم برنامج تطبيقي متطور، حيث يتم تطبيق برنامج تدريبي للطلبة قبل موسم الحج لرفع مستوى اللياقة، والتعريف بأماكن العمل، وطبيعة العمل الموكل إليهم، مما لاشك فيه أنّ مدن تدريب الأمن العام لها مخرجات مكتسبة للخبرات، والطلبة المشاركين لهم (8) أشهر متدربين على كافة المهمات، وذلك حتى يكونوا مؤهلين للموسم، وتم تدريبهم أيضاً على لغة التعامل بالإشارة، بالإضافة إلى مشاركة قرابة (70٪) منهم في خدمة زوار بيت الله بشهر رمضان المنصرم، وتلك المشاركة أكسبتهم خبرة في كيفية التعامل مع الحجاج. نظم المعلومات * ماهي أبرز ملامح الخطة والجديد الذي تم إضافته هذا العام؟ - خطة المشاة تتميز بمرونة وتكيف مع كافة المستجدات في المشعر، وينطلق فريق العمل في وضع خطة تنظيم المشاة من ثلاثة محاور تعد هي أهداف الخطة، والتي كانت على النحو التالي؛ منع الافتراش، والتحكم في تدفق المشاة، والمحافظة على اتجاهات السير «الاتجاه الواحد». وتعدّ خطة تنظيم المشاة فرصة مواتية لتحقيق أولى تجارب معمل نظم المعلومات الجغرافية، وكان من نتائج ذلك في الخطة قدرة قيادة تنظيم المشاة في الحصول على المعلومات المكانية اللازمة؛ من خلال ربط النظم بالكاميرات المنتشرة في مشعر «منى»، وإعطاء معلومات عن حجم التدفق الحركي في الطرقات المؤدية إلى جسر الجمرات من أجل اتخاذ القرار المناسب، إلى جانب القدرة على الاتصال الإداري الفعّال، من خلال تبليغ الأوامر والتعليمات لكل المراكز المرتبطة بنظم المعلومات، وكذلك رفع الوقائع من خلال وسائل الاتصال الحاسوبية، وإعطاء القيادة أسماء قيادات المراكز والقوى البشرية المرتبطة بهم، والإمكانات المتوفرة لدى كل مركز، بالإضافة إلى تحديد موقع كل فرد مشارك في تنظيم المشاة ومعرفة إذا كان على رأس العمل أو في فترة راحة، وكذلك تحديد مواقع المخيمات والإفادة منها في إرشاد التائهين، والوصول إلى المفقودين في حالة لجوئهم لأحد المراكز. كما أجرى معمل نظم المعلومات إحصاءات دقيقة عن الأفراد والقوى البشرية العاملة في الميدان، إلى جانب الكشف عن الثغرات الأمنية المتوقع حدوثها، وكان لنظم المعلومات جهود في ربط النظم بالكاميرات المنتشرة في مشعر «منى»، ومن ثم تحليلها بشكل يساعد على قراءة حجم الكثافة البشرية، وبالتالي اتخاذ القرار المناسب للحد من تلك الكثافة. وتمتلك نظم المعلومات الجغرافية القدرة على ربط المواقع بمركز القيادة والسيطرة من أجل الإفادة ممّا تتوفر لدى تنظيم المشاة من تصنيفات دقيقة لحركة الحجاج، والتحكم في سيرهم واتجاهاتهم، علماً بأنّ خبرة قيادات الخطوط تجعلهم يستشعرون ويقدرون الوضع في حال احتاج إلى تدخل، إضافة إلى وجود تنسيق وتعاون مع مركز القيادة والسيطرة، من خلال كاميرات المراقبة، والمراقبة الجوية، وكاميرات خاصة بإدارة الحشود في منشأة الجمرات التي من خلالها نستطيع رصد أي كثافة في الحشود زائدة عن المعدل الطبيعي. نقد علمي * ماذا عن الخطوات التفصيلية لإدارة تنظيم المشاة وأبرز ما تضمنته؟ - تعتمد الخطة على الكثير من الأطر النظرية من أجل بنية معرفية تساعد على رسم الخطة بشكل سليم، وتم اتخاذ المنهج الاستقرائي والاستدلالي من أجل تحقيق وصف دقيق لطبيعة المهمة الموكلة لإدارة تنظيم المشاة، إلى جانب الإفادة من الخطط السابقة التي كان الضبط الإداري يعدها في هذا المجال، وإخضاع تلك الخطط للدراسة والنقد العلمي بعدة أوجه، وكذلك الاطّلاع على الدراسات العلمية التي تناولت المشاة في المشاعر المقدسة، وعلى وجه الخصوص مشعر «منى». كما تمت الإفادة من ورش العمل التي عقدتها وزارة الشؤون البلدية والقروية، وما نتج عن تلك الورش من توصيات ومقترحات تخص إدارة الحشود وتنظيم المشاة، والاستئناس بخبرات مدير إدارة الحج والمرجع فيما يخص شؤون الحج، وكان أبرز الأمور التي تحققت حصول معمل نظم المعلومات الجغرافية على برنامج عملاق وفر بنية تحتية لخدمة إدارة تنظيم المشاة، وما احتواه البرنامج من تجهيزات حاسوبية، وعمل التوزيع المكاني لتنظيم المشاة، حيث تم توزيع القوى البشرية في تنظيم المشاة على شكل مجموعات معنية بالتحكم في تدفق الحجاج وتنظيم حركتهم في الشوارع والطرقات، وتكون تلك المجموعات ثابتة في نقاط محددة على الخريطة، وهناك أخرى معنية بمنع الافتراش والانتظار في الشوارع والساحات المؤدية إلى جسر الجمرات، إلى جانب مجموعات مساندة تكون تحت إمرة قائد المركز لسد الثغرات الأمنية في الطريق. وتضمنت الخطة منع دخول العفش، وربط الشعبين عبر الأنفاق الجديدة بالدور الثالث لجسر الجمرات؛ مما سهل انتقال الحجاج من المنطقة الشمالية لمشعر «منى» إلى جسر الجمرات بكل يسر وسهولة، إلى جانب ربط نفق «العزيزية» للدور الثاني لجسر الجمرات، والعام الماضي لم يكن هناك إلا درج واحد خلف موقع الدفاع المدني في «الربوة»، أما هذه السنة تم إنشاء درج مقابل له، بحيث تكون مهمته هو نقل الحركة وذهاب الحجاج الإيرانيين إلى منشأة الجمرات. وتواجدت القوات في الطرق الطولية الستة، بالإضافة إلى طريق الملك عبدالله، وجسر الملك خالد، وكذلك المنشأة الجديدة نفق العزيزية، بالإضافة إلى نفق الشعبين، وساحات الجمرات الغربية، والشمالية، والشرقية، وشارع ريع صدقي، وشارع ربوة الحضارم، وشارع الرابطة، حيث توزعت القوات في (23) موقعاً، وكل موقع يتكون من عدة مراكز تتراوح من (9-5) مراكز في مجملها تزيد عن (130) مركزاً.