من يشاهد حجم الإنفاق الحكومي خلال عقود من الزمن، فإنه سيجد أرقاماً مالية تفوق ميزانيات دول، نتحدث عن مئات المليارات من الريالات سواء توسعة للحرمين على مدى سنوات، أو تطوير المشاعر، أو غيرهما من الخدمات اللوجستية التي تقدم لكل ما يخص الحج والعمرة بالأماكن المقدسة، والدولة لم تبخل أبداً في هذا الإنفاق المالي، وتطوير الأماكن المقدسة لا زال يحتاج الكثير والكثير وهو همّ الدولة وهاجسها، وهناك عشرات المشاريع تهتم بتطوير ما كان يفترض أن يقام من عقود، القطارات والنقل العام، والإسكان والحركة حول الحرم المكي أو النبوي، وتطوير المشاعر المقدسة مثل " منى، وعرفة، ومزدلفة" وهذا ما يستثمر به للأبد، أي كل ما ينفق من مال على أسس صحيحة ونظرة بعيدة المدى سيؤتي ثماره في نهاية المطاف. وبما أن الدولة تنفق بلا "حساب" لخدمة ضيوف الحرمين الشريفين، فإن المشاريع يجب أن تكون بأعلى مستوى وتواكب الحاجة الفعلية والنمو الكبير للحجاج والمعتمرين، فكثير تحتاجه منطقة الحرمين من حيث توفر نقل " تحت الأرض" تفاديا للحرارة الكبير في شهور الصيف، وتوفر سكن بنظام "دائم" يحمي من الحرارة ويستوعب ما يفد من حجاج، وتشديد وتحديد المشاعر المقدسة تماما بحيث لا ينفذ له أي مخالف وبالتالي السيطرة على من هم بداخل المشاعر، وتوفير القطارات بين كل المشاعر، بحركة انسيابية ومكثفة وإجبارية، ونقل من مطار جدة أو المدينة أو القادم برا من خلال قطارات خارج المشاعر، بحيث تنتهي مسألة النقل بالسيارات نهائيا. ولك أن تتخيل أن تكون الحركة بالمشاعر " منى ، وعرفة ، ومزدلفة، والجمرات " وللحرم المكي والمطار بقطارات فقط، وهذا يعني انتظاما ونظاما تامين لا يزيدان عن الحاجة نهائيا حين يتم إحكامهما . أثق أن خبرة المملكة اصبحت كبيرة في إدارة الحشود، ولكن ليست خبيرة بإدارة " الحديثة " بالنقل ووسائله ، من قطارات فوق الأرض أو تحتها، وهذا ما نحتاجه، بحيث يمنع النقل بالسيارات، إلا خارج نطاق الحرم كليا أو مكة للحجاج، وهذا سيسهل كثيرا، ولكن تحتاج إلى مقاولين وإدارة ذات كفاءة عالية، ولا يعني ان تستخدم فقط بأيام الحج المحدودة، فيمكن أن تستخدم خلال السنة وهذا ما سيعزز كثيرا من انسيابية الحركة وتوفير كثير من الجهد والاختناق داخل منطقة الحرم.