في جمهورية مصر الشقيقة يسمون هذا العيد العيد الكبير او عيد اللحمة لأنه يزدان بهذه الضخامة الازدواجية مابين تلك البهجة العارمة المُعانقة لكل نفس وبين تقديم هذه الأضحية لتكون امتثال العبد المؤمن المستطيع وخضوعه لله عزو وجل وإذا رجعنا بأدراجنا للماضي سنشاهد كيف كانت هذه الثنائية الفرحة متواجدة في غالبية البيوت لايحاولون التفريق بينهما فتراهم يتناغمون بها ويتلاحمون بوصالٍ في دواخلها فلا فرحة بدون أضحية ومشاركة والتفاف أسري عتيد.. وبعد نيف ٍمن الغلاء غير العقلاني اختلفت تلك الصورة وتغيرت معالمها التي كنّا نعقد بها الجمال والمُثل والعطاء فتنافرت ألوانها وباتت باهتة غير مقبولة فهناك الكثير من الناس تذمروا من أسعار الأضاحي التي ستوزن بالقيراط فيما بعد وقبل ذلك الحدث فرحة العيد صحيح هي عذبة ولكنها بطيئة مع مشاغل الحياة الحقيقية والمختلقة فهل تعود تلك الأيام لتعبق بأريجها علينا ونشاهد وصلاً لا ينقطع من الصلات والزيارات وتبادل التهنئة ومداداً جديدا من العمق العائلي والاجتماعي الذي وبكل أسف صارت فرحة محصورة في جنبات الهواتف الذكية وبرامجها التي أضحت هي عربون الوصال الذي شاب من القلوب واهترأت معانيه. لنكن في هذا العيد أكثر رقياً ونترك وسائل التواصل الاجتماعي جانباً ونصل ونعانق ونفرح مع الجميع نقترب من الكبير والصغير الفقير والغني نحاول أن نصنع الفرح ولو من قشة ونغسل ذلك التبّلد الذي أضاف عليه الغلاء كومة ثلج ٍ جديدة فرحة العيد الكبيرة نريدها تظهر مهما كانت الظروف نجتمع بحبٍ ونبتسم وإن لم نجدها نختلقها لاضير في ذلك لعلها مع الأيام تصدر من القلوب لاعتيادها عليها. دعونا نعود أطفالا لانريد أن نكبر في هذا العيد نستظل بالبراءة والبسمة والمحبة ونرمي الكدر والصخب والضيق على قارعة طرق منسية أنه العيد الكبير بلهجة أرض الكنانة فلاتدعون الأحقان تعبث بكم كم هو حال الغلاء واستشرائه.. * جدة