بدأت مراسم تشييع جثمان ضابط المخابرات الذي اغتيل اللواء وسام الحسن واتهم آلاف المشاركين في الجنازة في وسط بيروت الأحد سوريا بالتورط في قتله وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. وانتشر أفراد مسلحون من الجيش والشرطة في الوقت الذي تدفق فيه الناس على ساحة الشهداء في وسط بيروت. وحمل الكثيرون راية حزب المستقبل المعارض في حين حمل آخرون الأعلام اللبنانية لكن شوهدت أيضا أعلام المعارضة السورية. وكتب على إحدى اللافتات «ارحل ارحل يا نجيب» في تكرار للشعارات التي استخدمت خلال انتفاضات الربيع العربي. وقتل اللواء الحسن في انفجار سيارة ملغومة في حي الأشرفية ببيروت يوم الجمعة. وكان الحسن وهو سني ومقرب من عائلة الحريري ساعد في الكشف عن مؤامرة تفجير أدت إلى اعتقال وزير لبناني سابق موال لدمشق وتوجيه اتهامات إليه في أغسطس. كما قاد التحقيقات التي أشارت بأصابع الاتهام لسوريا وحزب الله في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005. وعبر المشاركون في الجنازة في ساحة الشهداء عن هذا الرأي. والجنازة انطلقت من مقر الأمن الداخلي الذي كان يعمل به الحسن في الأشرفية مرورا بموقع تفجير يوم الجمعة قبل الوصول إلى ساحة الشهداء حيث دفن إلى جانب رئيس الوزراء الراحل الحريري. الرئيس سليمان يودع اللواء الحسن وضحايا الهجوم. «رويترز» وفي باريس أشار أيضا وزير الخارجية لوران فابيوس إلى صلة دمشق بالحادث. وقال للتلفزيون الفرنسي «لا نعلم بالضبط من الذي يقف وراءه لكن كل شيء يشير إلى أن هذا امتداد للمأساة السورية.» ومضى يقول «أعتقد أن هذا جزءا مما يحدث في سوريا ويظهر مرة أخرى مدى ضرورة رحيل بشار الأسد.» وتسبب مقتل الحسن بالفعل في اضطرابات في لبنان. وفي شوارع بيروت ومدن أخرى السبت سد مسلحون ومتظاهرون الطرق بالإطارات المحترقة. وفي مدينة طرابلس في شمال البلاد أصيب أربعة بنيران قناصة في حي جبل محسن الذي يسكنه أفراد من الطائفة العلوية. وقال سكان إن شخصية دينية موالية لحزب الله قتلت في اشتباكات في طرابلس يوم الجمعة. وفتح الجنود النار على مجموعة سيطرت على طريق في سهل البقاع مما أسفر عن إصابة اثنين. وقال دبلوماسي غربي «الوضع هش. لا أعلم إذا كان هذا الهجوم الاول في سلسلة من الهجمات.. التاريخ يشير إلى أنه كذلك.» ومضى يقول «من بين كل الشخصيات التي يمكن استهدافها كان الحسن الهدف الأخطر فيما يتعلق بضرب استقرار لبنان.» وأشاد الرئيس اللبناني ميشال سليمان باللواء الحسن وقال انه نجح في كشف شبكات تجسس وارهاب وضبط متفجرات كانت ستؤدي الى فتنة في البلاد. وجاء كلام سليمان في مقر قيادة قوى الأمن الداخلي في حفل تأبين الحسن الذي تم ترفيعه الى رتبة لواء بعد اغتياله. وقال سليمان ان فرع المعلومات عوقب باغتيال رئيسه «الذي نجح في كشف شبكات العملاء والتجسس والإرهاب ومنع الفتنة عبر كشف المتفجرات» في إشارة الى ضبط عبوات في سيارة الوزير الأسبق ميشال سماحة كانت معدة للتفجير. ودعا سليمان القضاء الى الإسراع في إصدار قراره الاتهامي بحق سماحة. كما دعا سليمان القضاء الى الإسراع بمحاكمة قتلة عشرات العسكريين عام 2007 في مخيم نهر البارد للفلسطينيين في شمال لبنان على يد مسلحين من تنظيم «فتح الإسلام». ودعا الى عدم تامين الغطاء للمرتكب، وعلى المرتكب ان يشعر بانه غير مغطى. واعتبر سليمان ان عملية اغتيال الحسن «موجهة للدولة اللبنانية».