كشفت صحيفة "اندبندنت" امس أن عدد طالبي اللجوء السوريين في بريطانيا ارتفع بمعدل عشرة أضعاف، منذ اندلاع الأزمة في بلادهم في منتصف مارس من العام الماضي. وقالت الصحيفة إن نحو 100 سوري يقدمون طلبات لجوء كل شهر إلى السلطات البريطانية، مما وضع ضغوطاً جديدة على خدمات دعم اللاجئين وأجبر وزارة الداخلية على اصدار توجيهات جديدة لموظفي الهجرة الذين يتعاملون مع طالبي اللجوء السوريين. واضافت أن سوريين يعملون أو يدرسون حالياً في بريطانيا بتأشيرات اقتربت من نهاية مدتها يطلبون اللجوء بحجة أنهم يواجهون الاعتقال إذا عادوا إلى وطنهم، في حين يسعى معظم السوريين الذين غادروا بلدهم إلى أوروبا الغربية لطلب اللجوء في ألمانيا أو سويسرا أو السويد، لكن أقلية منهم تصل إلى المملكة المتحدة. وذكرت الصحيفة أن 31 سورياً فقط طلبوا اللجوء في بريطانيا قبل اندلاع الأزمة في بلادهم، لكن العدد ارتفاع إلى 149 في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي وبمعدل 50 سورياً كل شهر، وإلى أكثر من 330 خلال الأشهر الستة الأولى من 2012 وبمعدل 55 سورياً كل شهر. واشارت إلى أن بيانات لم تنشرها وزارة الداخلية البريطانية اقترحت أن عدد السوريين الذين طلبوا اللجوء في المملكة المتحدة تجاوز 100 شخص في الشهر خلال يوليو، وأغسطس من العام الحالي. وقالت اندبندنت إن وكالة الحدود البريطانية اصدرت للتو ارشادات جديدة لموظفيها بشأن التعامل مع طلبات اللجوء من قبل السوريين "حذّرت فيها من أن الأجهزة الأمنية السورية تنتزع بشكل روتيني الاعترافات من المشتبه بهم عن طريق التعذيب واعتقال اقاربهم". ونقلت عن الإرشادات الجديدة للوكالة أن "هناك ما يصل إلى 3000 سجين سياسي في سوريا معظمهم لم يخضع للمحاكمة، ولا توجد سياسة عامة بشأن الإعادة القسرية للسوريين إلى بلدهم". واضافت الصحيفة أن وزارة الداخلية البريطانية قررت، بعد الاعتراف بتفاقم الأزمة في سوريا، تخفيف نظام منح التأشيرات للسوريين في بريطانيا بصورة مؤقتة، وتمكينهم من التقدم بطلبات لتمديد اقامتهم من دون الحاجة للعودة إلى وطنهم أولاً. ونقلت عن وزير الدولة البريطاني لشؤون الهجرة مارك هاربر، قوله إن هذه الاجراءات "ستظل سارية المفعول حتى نهاية مارس من العام المقبل، وتقوم الحكومة البريطانية بمتابعة الأوضاع في سوريا عن كثب من أجل ضمان ردنا عليها بصورة مناسبة".