تواصلاً لنشاطاته الثقافية الصيفية لهذا العام للسنة الخامسة على التوالي.. احيا نادي جازان الأدبي مساء الأربعاء الماضي ندوة اعلامية تحت عنوان «دور الإعلام في التنمية الوطنية» حاضر فيها كل من الدكتور علي محمد النجعي وكيل وزارة الإعلام لشؤون التلفزيون سابقاً والدكتور عثمان محمود صيني رئيس تحرير الزميلة «جريدة الوطن» وادارها الكاتب الإعلامي الدكتور حمود ابوطالب وحضرها عدد لا بأس به من جمهور الأدب والثقافة مع غياب لعدد كبير من المشتغلين في المؤسسات الإعلامية في المنطقة الأمسية بدأت على غير العادة بافتتاحية لرئيس النادي الأدبي الأستاذ الأديب حجاب الحازمي الذي رحب بالمحاضرين وشكرهما على تلبية الدعوة ثم فسح المجال للدكتور حمود ابو طالب لإدارة الأمسية والذي بدأ حديثه عن اهمية الدور الذي يقوم به الإعلام وقال إننا لسنا في حاجة لتأكيد هذا الدور وخصوصاً في هذه المرحلة وفي كل مجتمعات العالم الإعلام الذي اصبح بشكل قناعات المجتمع وافكارهم بل ويدير دفة الحراك الاجتماعي ويشكل الآراء بمختلف اشكالها.. ثم قرأ الدكتور ابوطالب السيرة الحافلة في الإعلام المرئي والمقروء للدكتور النجعي والدكتور الصيني.. بدأ الحديث الدكتور علي النجعي بشكر نادي جازان على هذه الدعوة التي مضى على عدم تلبيتها ما يقارب عشر سنوات بسبب الرباط والمسؤولية كما قال.. تحدث الدكتور النجعي في بدايةمحاضرة عن تجربته التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً وان عملنا في الإعلام ليس تطبيقاً للنظرة ثم تحدث عن بعض النظريات التي تتحدث عن دور ا لإعلام وأولها نظرية تقول الإعلام مؤثر، تأثير الإعلام المطلق ثم نظرية «ملكية الإعلام» أو الإعلام المقيد وهو الخاضع لمجموعات الأنظمة من ا لعادات والتقاليد وإلى جانب هذه النظرية نشأت نظرية تسمى نظرية «الإشباع» وهو ان الانسان يتأثر ومؤثر أي أن اختيارات الفرد ورغباته الشخصية عامل مهم بالنسبة لتأثير وسائل الإعلام ثم نظرية «الخطوتين» ومعنى ذلك ان تأثير وسائل الإعلام مشروط بعامل ثالث وهو الشخص الوسيط بين الوسيلة والمتلقي ثم تحدث الدكتور النجعي عن بعض المفاهيم للإعلام وهي مفهوم «تبعية الإعلام للدولة» والمفهوم الغربي المبني على التحرر النسبي من الضوابط الرقابية والمفهوم الثالث المسؤولية الاجتماعية وهو ان على وسائل الإعلام واجبات والتزامات واضحة لخدمة الجماهير تعلو وتسمو فوق جمع المال والكسب السريع.. ثم مفهوم الملكية الشاملة والمفهوم التنموي.. وقدم الدكتور النجعي في ختام محاضرته عدداً من الأمثلة العملية لبعض هذه المفاهيم.. ثم علق الدكتور حمود ابو طالب على حديث الدكتور النجعي ان طرحه كان تخصصياً منطلقاً من معرفة طويلة جداً اضافة الى الشفافية في الطرح عقب ذلك تحدث الدكتور عثمان الصيني في محورين الأول عن الإعلام مشيراً أن الإعلام في وقتنا الحالي ليس كالسابق متحدثاً عن الوسائط الإعلامية التي يدخل فيها الإعلام التقليدي وما انتجته ثورة الاتصالات الحديثة وقال ان الانسان اصبح يشارك واصبح حراً واضاف اذا اردنا ان نتحدث عن عناصر الإعلام فالصحافة مثلاً لدينا 140 صحيفة تصدر يومياً من داخل الدول العربية عدا الصحف الاسبوعية والشهرية والتي تصدر في الخارج وهذه الصحف تطبع يومياً 9000000 نسخة يومياً وعدد 550 مجلة باللغة العربية أما الانترنت فهناك مليار شخص في العالم وعدد مواقع الانترنت في العالم 65 مليون تحتوي 15 مليار صفحة الكترونية ثم تحدث عن القنوات الفضائية والوسائل الاخرى معتبراً ان هذا الطوفان من وسائل الإعلام المتعددة ضعف نسبة سيطرة وسائل الإعلام الرسمية وبالتالي تغير دور وزارات الإعلام في بعض الدول الى مؤسسات اشرافية لم يعد الاعلام الرسمي هو الذي يتحدث والناس تحولوا الى الاعلام الخاص كما اختلفت فلسفة وزارات الاعلام وبعد ان تحدث الدكتور الصيني عن واقع الاعلام الحالي وتغير مسار الرسالة الإعلامية بين مرسل ومستقبل. عقب ذلك علق الدكتور حمود وفتح المجال بطرح الاسئلة امام المحاضرين للاجابة عليها حول بعض القضايا والاشكالات الاعلامية كما تداخل كل من الدكتور حسن الحازمي والناقد عمر طاهر زيلع والشاعر ايمن عبدالحق واختتم المساء نائب رئيس النادي بالشكر لضيوف الامسية على هذا الحضور المتميز.