قبل أكثر من عام؛ وفي خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في مجلس الشعب كان هناك اغراق في الحديث عن مؤامرة كونية تستهدف سوريا، وحديث من هذا النوع كفيل بأن يستقطب المزيد من التأييد لنظام بعثي نجح لعقود في ادعاء المقاومة دون ان يطلق رصاصة واحدة. تحت هذه الذريعة قتل الأسد الأب الآلاف في حماة، ومنذ بداية الثورة أراد الاسد الابن أن يكرر ذلك وقد فعل، ليس في حماة وحدها بل على امتداد القطر السوري كما يحلو للبعثيين تسميته. هناك مؤامرة بالفعل.. فعندما يوجه سلاح المقاومة "المفترضة" للتنكيل بالشعب وتدمير تاريخه، عندما تضل طائرات الأسد طريقها بعيدا عن الجولان لتنسف المنازل على رؤوس الاطفال والنساء. وحين يعاني الايرانيون من الحصار ويرسل نظام الملالي المليارات لقتل الشعب السوري، وعندما يوجه حزب الله عناصره للجهاد ضد الثوار وملاحقة اللاجئين على الحدود.. هنا فقط نتفق مع سيادة الرئيس بأن هناك مؤامرة ضد سوريا، لكن من يقودها ليس الغرب وليس الجار العدو إسرائيل بل الاسد نفسه وحلفاؤه الذين لم يتوقفوا ساعة واحدة عن تدمير سوريا شبرا شبرا لحماية مصالحهم في المنطقة. الشعب السوري ادرك ذلك وانتفض مناديا برحيل الأسد وطرد عملائه معه، وحمل السلاح لادراكه بأن النظام لن يتغير إلا بالقوة بعد أن فشلت كل محاولات التغيير السلمي والدبلوماسية الدولية من عنان وحتى الإبراهيمي. والآن مع سقوط العديد من المناطق في قبضة الجيش الحر صدق الثوار وعدهم وقال الشعب كلمته بانتظار تدخل عربي اكثر قوة لاجبار النظام بكل رموزه على التنحي فالثورة ليست ثورته وحده بل معركتنا جميعا. ريتويت.. "الوطن العربي قليل عليك.. وانته لازم تقود العالم ياسيادة الرئيس" نائب سوري في مجلس الشعب موجها كلامه لبشار الأسد