لا أحد يتجاهل أن السعوديين في الستين الأخيرة يحلو لهم تعمير مجالسهم بأحاديث السفر وعروض السفر والخصومات والحجز الكامل من المنزل بواسطة الإنترنيت، وأنواع الفنادق والخدمات المقدمة ودرجة الفندق وطوله. إن من لا يعرف الكثير عن السفر يستطيع تكوين خزينة جيدة من المعلومات من كثرة أحاديث السفر. - " لك تذكرة مدفوعة وسكن في " ميلان " لمدة أسبوع إذا كان الفندق الفلاني هناك يقع في وسط المدينة ( داون تاون ) . هذا إذا تخاصم اثنان من الجالسين على موقع المكان ، وبلغ بهم الحماس حدّه.. ! . وكل واحد من المتحدثين يرى أنه يحمل الصواب. من مفاجآت السفر غير المرغوبة ، ونحن السعوديين دائما في سفر ، أن يصل المرء وأهله في وقت مبكّر والضيف الذي سبقه لم يغادر بعد. الحاسوب الذي حجز لك وللأسرة للأسرة الكريمة قال لك كل شيء لا تفاجأ إذا طلب منك أحد الفنادق الكبيرة أن تنتظر في الصالة لما بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى لو كان وصولك في الصباح الباكر. يقولون إن الانتظار ضروري ريثما يتم «إعداد» الغرفة. ولا تفاجأ كذلك في صباح اليوم التالي عندما يوقظك الطارق على الباب ويسأل - بعد أن تفتحه وعلامات النوم بادية على محياك - إن كنت تريد «ترتيب» الغرفة، ويبدي أسفه إذا كان الوقت «غير مناسب» لأنك لم تضع لافتة «نرجو عدم الإزعاج» على باب غرفتك من الخارج، ولسبب أو آخر وضعتها في الداخل. الصناعة الفندقية أو «الفندقة» شيء جديد أو هي خدمة تهدف إلى تلبية ضرورات الحياة الحديثة والعمل فيها أو التعامل معها أو تشغيلها هو كغيره جزء من التكنولوجيا المعاصرة. تحتاج في تطبيقاتها إلى الكثير من الخبرة والخلفية الثقافية والحضارية. ولكن ولضرورات ومستلزمات إدارية فإنه قد يستحيل على النزيل الحصول على كامل مبتغاه من الخدمة والعناية خصوصاً إذا كان الفندق يقع في مدينة كبيرة، ومن فنادق الخمسة نجوم. فالساكن هنا لا يشعر بوجوده أحد، بما في ذلك مضيفوه فهم - أي أصحاب الفندق والمسئولون عن إدارته - لا يكادون يعرفون شكل النزيل أو تقاطيع وجهه فغالباً يستلمون منك المفتاح وهم ينظرون إلى الأعلى أو الأسفل أو اليمين أو الشمال وقد تستلم المفتاح السكرتيرة وهي تتحدث على الهاتف ولا تعلم من أنت. الضرورات والمستلزمات الإدارية والحركة اليومية الكبيرة في الفنادق تجعلك رقماً على لوحة الكمبيوتر. الصوت المميز في الفنادق الكبرى هو صوت الآلات الحاسبة أو صوت مذيعة النداءات..إن هذا النظام هو جزء من متطلبات الحياة العصرية، وإنه في حدود اللوائح التنظيمية للإدارة حتى وإن تنافى مع الرغبات الشخصية للنزيل، فما لم تضع علامة «نرجو عدم الإزعاج» فإنهم «سيزعجونك» لكي يقوموا ب «ترتيب» الغرفة مثلما أزعجوك في الانتظار الطويل في الاستقبال لكي «يرتبوا» الغرفة. خط نظامي System مرسوم، ويسير بكل كفاءة وهدوء ولكن لو حاولت الدخول في منتصفه فستجد نفسك في متاهة، فلو - مثلاً - قمت بحمل حقائبك إلى غرفتك عند النزول في الفندق أو إلى مكتب الاستقبال عند مغادرة الفندق، فستجد نفسك في سؤال وجواب مع ضابط الأمن أو أحد رجاله. لأنهم تعودوا أن يوصلوا لك حقائبك إلى الغرفة، أو يحملوها لك من الغرفة حتى مكتب الاستقبال بطرقهم الخاصة ومن مسالك غير المسالك العادية وليس لدى أكثر الفنادق مانع من أن يحضر الزبون معه (كبسة) من أحد المطاعم الشرقية.. ولكن الصعوبة تكمن في طلب (المواعين) كالأطباق والملاعق. لأن عملية إخراجها من «عهدة» مطعم الفندق، أمر مستغرب ويلزم لذلك إذن خاص.