تزامنا مع بدء إجازة نصف العام الدراسي، بدأت الفنادق بمختلف درجاتها النجومية الترحيب والسماح بكل مواطنة سعودية ترغب السكن بمفردها أو مع أفراد أسرتها. وذلك مع صدور الموافقة بذلك من الجهات المعنية. وبذلك تطوى صفحة من الزمن. سجلت خلالها فشل الكثير من المحاولات للسكن داخل أروقة الفندق. لظروف العمل أو للمتابعة في المستشفيات. أو لأسباب طارئة مفاجئة في حياة بعض النساء. كما تروى أم علي قائلة... الآن باستطاعتي ملاحقة زوجي بكل حرية من أجل الحصول على الطلاق. والذى ظل عالقا لزمن طويل بسبب بعد المسافة وصعوبة الحصول على سكن في فندق في المنطقة التي يسكن فيها زوجي. بدون محرم كما كان في السابق. فقد كان مجرد التفكير لحضور الجلسات هاجسا يؤرقني. وأردفت قائلة.. ان السماح لنا بالسكن في الفنادق من خلال آلية منظمة فتح لنا نافذة من الأمل نتطلع اليها حسب الحاجة الملحة لاحتياجاتنا. وتشاركها الرأى الأستاذة لمياء الغانمي. والتى وصفت القرار بالانتصار الكبير لحقوق المرأة. سواء كانت عاملة أو ربة منزل. وتستدعيها الظروف للتنقل بين مدن بلادها الكبيرة للعلاج أو للفسحة وتصدم برفض استقبالها اللامنطقي في حين أنها ربما تكون في أمس الحاجة للاحتماء بجدار غرفة أو ظل شجرة للراحة من مشقة السفر فلا تجد سوى المساجد أو الانتظار في الصالات داخل المطارات او وسائل النقل البرية. وتقول السيدة فاتن الصبحي.. أنها وللوهلة الأولى لم تصدق فور سماعها الخبر من صديقاتها. مسترجعة فى نفس الوقت جملة تفاصيل قاسية مرت بها خلال مرافقتها لوالدتها من اجل متابعة حالتها الصحية. والتي تطلبت احيانا كثيرة ايجاد سكن للراحة. فتلجأ للجلوس داخل مطاعم الوجبات السريعة والتى تمتاز بجمال الديكور . ونتناوب على فترات النوم فوق الكراسي ونحن جلوس. لأننا في مكان عام. أما أم أحمد فقد كانت تحمل في شنطة يديها ورقة معرفة من ولي أمرها . تأخذها معها أينما ذهبت مع ابنائها. سواء لزيارة أهلها. في المنطقة التي تبعد عنها بمسافة مائتي كيلومتر أو لمجرد الترويح عن النفس والسكن في احدى الفنادق المطلة على البحر. من أجل تغيير روتين الحياة اليومي. السيدة بتول الهنيدي من مكة ... ايدت القرار وسعدت به لدرجة أنها حزمت حقائب عائلتها بمجرد أن قرأت الخبر في الصحف اليومية. وذلك استعدادا لقضاء اجازة الربيع في اشهر الفنادق مع ابنائها.والتى اوشكت ان تفقد الأمل في تحقيق ذلك. لأن زوجها يعتبر الفنادق أماكن غير آمنة. وبابا للصرف الزائد والان هي ليست بحاجة لموافقته طالما أنها أصبحت حرة طليقة من قيود المحرم. وتعتبر الأستاذة فرح سمرقندي القرار بالصائب. لأنه سيخدم نساء كثيرات. ربما تعطلت مصالحهن بسبب ضيق مساحة التحرك لقضاء حوائجهن. أو لظروف أعمالهن والتي تتطلب حضور المناسبات العلمية. ولكنها تؤكد على أن القرار يفتقد للتفنيد في بعض بنوده. حتى يستخدم بشكل صحيح. ولا يخدم بعض الأفكار الصبينانية من الفتيات. مثل تحديد سن معينة لنزيلة الفندق. فلا نفاجأ بتحويل غرف الفندق الى سكن آخر للمراهقات. وانتقلتا الى الفنادق. والتى بدأت تفكر في استحداث وظائف أنثوية يتطلبها الواقع الحالي. فوجود المرأة وحيدة داخلها. أضاف اليها مسؤولية كبيرة لحمايتها من الناحية الأمنية. ورضاها على نوعية الخدمات بات مطلبا. فالمسئؤولون يتوقعون اقيالا متزايدا خلال الاجازة. من نساء وحيدات. موظف استقبال في فندق فخم . اعتبر القرار بالحق المكتسب والذى لا يستدعي كل هذا الاهتمام. لأن ذلك أثار استغراب البعض من حقيقة الوضع الماضي في عدم احقيتها السكن منفردة في فندق. في حين تكون مسئولة في عملها. وأضاف.. لم يحدث القرار أى ارباك لنا. ولم نتلق حجوزات حتى اللحظة. ربما بسب مصادفة القرار مع موسم الاختبارات. مسئول الأمن في وستن جدة.محمد كسارة. ذكر بأن القرار يستدعي تعينات نسائية كموظفات الأمن. للتأكد من هوية النزيلات المحجبات. ويؤكد على انه قرار سيساعد المرأة على التغلب على مجموعة مصاعب كانت تواجهها. ومن داخل فندق شيراتون قال مسئول حجز الغرف سعد عبدالفضيل. بأن الفندق لم يصله تعميد ببدء استقبال النساء . وارجع ذلك الى أهمية التأني في بعض القرارات والتي تحتاج لدراسة على ارض الواقع فلا يتسبب الاستعجال في فشلها . فتجهض التجربة قبل ميلادها. ولم يخف الموظف بدر. خوفه من هذا القرار وخاصة انه يأتى متزامنا مع الاجازة والتى عادة ما تشهد الفنادق ازدحاما. يتسبب في ارباكها. وقد تحدث بعض التجاوزات. غير المحمودة العواقب. واشار الى ان المسئولية الان اصبحت مضاعفة. فالمرأة بحاجة الى عناية وحماية اكبر. الى ان يتم تهيئة المجتمع للمتغيرات التى تتجدد في واقع المرأة. من جانبه استغرب هيثم علام.. اجراء اضافيا متبعا مع المرأة النزيلة. لا يتبع مع الرجل. وهذا الاجراء يتضمن ارسال صورة من بطاقتها الشخصية للشرطة. وقال. يعتقد البعض ان الفندق يجب ان يخصص غرفا للنساء الوحيدات. وهذا امر يصعب تنفيذه. ولم يخف شعوره. بأنه فد يتم تضييق خناق هذا الأمر مستقبلا.