تقاطع نيران لسمر يزبك استلّت سمر يزبك «تقاطع نيران» (دار الآداب) من «يوميات الانتفاضة السورية». النصوص المدرجة فيه مزجت، في أسلوبها الأدبي، بين الذاتيّ البحت والمُشاهدات العامّة ووقائع العيش داخل الموت والخراب والقهر، وعكست شيئاً من معنى الكتابة وارتباطها بالميدانيّ والحياتيّ والإنسانيّ. الكتابة بالنسبة إليها مرآة نفسها وسط هذه «النيران»، ومرآة بلدها ومجتمعها وناسها، وحكاياتهم المفتوحة على ثنائية الموت والحياة: «هذه اليوميات ليست توثيقاً مباشراً للشهور الأربعة الأولى في الانتفاضة السورية»، بل أوراق «استعنْتُ بها في أيّامي على مواجهة الخوف والذعر، وكذلك مراودة الأمل». تراجيديا المحرق لعلي الشرقاوي في إطار التعاون في مجال النشر المشترك والتوزيع بين «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» و»وزارة الثقافة» في مملكة البحرين، صدر حديثاً كتاب بعنوان تراجيديا المحرق للشاعر البحريني علي الشرقاوي ويندرج هذا الكتاب في اطار المسرح الشعري. من اجواء الكتاب نطالع: يا بحر الفرحة قل لجميع الناس على طول رمال الديرة، عراد يحب الزمّه. يا أمواج القلب الجوالة بين القدمين وما فوق الهامة. قولي للأشجار المملوءة بالأعمار الوردية عراد يحب الزمّه. يا قارب حلم لا يتوقف عن عزف هدوء البحر بأوتار الغيمة قل للريح وللنسمات المخضلة بالماء السكران من الغبطة عراد يحب الزمّه. يا الطير الأخضر يا العشب الأزرق يا شجر اللوز المتورق بالأجمل قولوا للماشي والواقف قولوا للنائم والصاحي عراد يحب الزمّه. يا نوم الديرة لا تأت. دعني في اليقظة احلم بالزمّه. أحلم بالعين المفتوحة للأفراح. بقامتها الملفوفة مثل قميص السكر. آه لو تمشي فوق ترابة روحي. آه لو أركض بين سنابلها كالعصفور الدوري. أشم سواحلها وبيادر حنطتها ومنابعها المعزولة من شهقات الوجد أيا بحر المرجان متى تنشر مائدة الأفراح لاثنين يطيران على بحر أوال ولا يهتمان لما يجري في الساحل. يقع الكتاب في 248 صفحة من القطع المتوسط، وتصميم الغلاف لزهير ابو شايب. سبعة دراويش لنديم غورسيل نادراً ما نقرأ لروائيين كتابات خارجة عن الجنس الأدبي الذي كرَّسوا له أعمارهم وجهودهم، واتخذوه لأنفسهم «أيقونةً» أو علامةً يُعرفون من خلالها. غير أنّ «الكاتب» التركي نديم غورسيل، المتعدد في انشغالاته المنشورة في كتب، والذي يقيم في فرنسا، وكتبَ غير كتاب بلغتها أيضاً، يُعتبر من أولئك الذين «كسروا القاعدة» وأمضوا وقتاً يتأملون فيه موضوعات غائرة في التاريخ: تاريخ العالم بعامة، وتاريخ بلدانهم. كتب نديم غورسيل نصّاً مثقفاً، تأملياً، استكشافياً حول الطرق الصوفيّة في بلاد الأناضول تتبع فيه تسلسلها، وشيوخها، والفروقات فيما بينها. كل ذلك فعله بعين المراقب المحايد المندهشة، وبعقل الباحث الملتذّ بما يتكشف له. «سبعة دراويش: جغرافية الصوفية الأناضولية» هو كتاب غورسيل المضاف إلى المكتبة العربية باعتباره من «الرحلات»، بترجمة مباشرة عن الفرنسية قام بها المترجم المصري أحمد عثمان، ونُشر حديثاً عن دار أزمنة في الأردن. وكانت الدار قد نشرت ترجمة أحمد عثمان لرواية غورسيل «المرأة الأولى» قبل سنوات، إضافةً إلى ترجمة آخرين لنصوص أخرى لهذا الكاتب التركي الكبير.