قدم عضو الجمعية السعودية لأمراض الغدد الصم والاستقلاب استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث د. بسام صالح بن عباس العديد من النصائح والتوصيات الهامة للأطفال المصابين بمرض السكري وقال د. بسام لاشك أنه في أيام الأعياد تكثر الولائم المليئة بمختلف صنوف الأطعمة، والتي أغلبها ما يكون عاليا في محتواه من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية المختلفة، كما أنه من طرق الشعور بفرحة العيد والاستمتاع بها تقديم وتبادل الحلوى بكافة أنواعها، ويبدأ هنا التحدي الحقيقي لمريض السكري عامة وطفل السكري خاصة، وتلعب التوعية دورا هاما في الحد من اندفاع الطفل نحو الحلوى والسكريات قبل حلول أيام العيد (وذلك للتمهيد له والتحضير له) وذلك بالتحدث مباشرة معه عن أضرارها، ليس فقط على مستوى السكر في الدم ولكن عن أضرارها الصحية العامة، بما في ذلك من تأثيرها السلبي على الوزن والأسنان وغير ذلك، وأضاف لابد أن يكون جميع أفراد العائلة ملتزمين بذلك وليس فقط مريض السكري سواء من الأطفال أو البالغين، لذا فإنه ينصح بتجنب الإسراف في الطعام والمحافظة على انتظام مواعيد تناوله والتعود على القيام من على المائدة بمعدة غير ممتلئة وشرب الكثير من الماء بدلا من العصائر المحتوية على نسبة عالية من السكريات. ضرورة قياس نسبة السكر بشكل متكرر لدى المصابين بداء السكري واضاف د. بسام قائلا يبقى التحليل المنزلي هو أساس العلاج وأساس الوقاية من مضاعفات مرض السكري الحادة لدى الأطفال، مؤكداً ان الكثير من اطفالنا غير ملتزم بتعليمات الطبيب من تحليل متكرر للسكر أو انتظام في الطعام وفي تناوله مما يجعل التحكم بمستوى السكر في الدم صعبا جدا وأيضا ينعكس ذلك سلبا على مستوى سكره بعد تناوله للطعام ومع بداية أيام العيد تجد مستوى السكر متذبذبا ويستمر اكثر تأرجحا بعد العيد مما يدفع بالكثير من أطفال السكري الى زيارة المستشفيات أيام العيد أو زيارة غرف الاسعاف خلال هذه الأيام السعيدة أو المفترض أن تكون سعيدة. وذكر د. بسام ان أيام العيد وغيرها من الأيام الأخرى والتي لها طابع مختلف مثل السفر ومثل المرض هو مدعاة لمزيد من عمل التحليل وليس نسيانا له كما يحدث لدى الكثيرين، وذلك للاكتشاف المبكر عن أي زيادة في مستوى السكر في الدم وعلاجها قبل تفاقم الأمر وتحولها الى ما يعرف بحموضة الدم والتي تستلزم زيارة المستشفى أو على الأقل زيارة الاسعاف. واوضح د. بسام ان القاعدة العامة تنص على التوجه الى أقرب مركز طبي عند الاحساس بزيادة في مستوى السكر في الدم مصاحبا لظهور الكيتون في البول حيث يسهل علاج الحوضة الكيتونية في بدايتها، ولكن إذا تفاقم الأمر فإن ذلك يستدعي دخول الطفل إلى المستشفى لمدة يومين على الأقل مما يفقده متعة صحبة بقية الأطفال في أيام العيد. " ضبط جرعات الإنسولين " واشار د. بسام ان التغير الداخلي أو الخارجي يؤثر تأثيرا جذريا في جسم الإنسان وقد يؤدي الى اضطراب مستوى سكره وبالتالي يكون لزاما تغيير جرعات الانسولين بما يتوافق مع الظروف والمتغيرات الجديدة. تنصح كما هو معروف الجمعيات المختصة بمرض السكري بعمل تحليل السكر أربع مرات يوميا وذلك قبل الوجبات وقبل النوم ولكن في أيام العيد فمن الأفضل زيادة عدد مرات التحليل الى اكثر من ذلك أي قبل وبعد الوجبات بغية الاكتشاف المبكر للارتفاع او حتى الانخفاض في مستوى سكر الدم. وقال د. بسام الكثير من أطفال السكري يتعاطون نوعين من الإنسولين وهما قصيرة المفعول وطويلة المفعول وقد تكون أنواع الانسولين قصيرة المفعول مهمة في العيد ومثال ذلك الانسولين الصافي والانسولين الهمولوج (الليسبرو) والانسولين النوفورابد ( الأسبارت) والنسولين الابدرا (الجلولوزين) وتعود الأهمية الى أن أطفال السكري يتناولون الكثير من الحلويات والسكريات أيام العيد وهذه الكميات الكبيرة من الكربوهيدرات يفضل تغطيتها بأنواع الإنسولين قصيرة المفعول. وكذلك أنواع الانسولين طويلة المفعول مثل اللانتوس (الجلارجين) واللفمر (الديتمر) قد يلزم زيادة جرعاتها إذا كان الطفل من محبي تناول طعام الولائم وما تحتويه من دهون ونحوها. "ممارسة الرياضة " واكد د. بسام بقوله لاشك أن ممارسة الرياضة من الأمور التي ينصح بها سواء لمريض السكري أو غيره سواء في أيام العيد أو في غيرها ونلاحظ ان الكثير منا يغفل عن الاستمرار في هذه الحركة أيام العيد وهي التي يجب أن تكون الرياضة فيها أحرى لكون الشخص يتناول الكم الكبير من السعرات الحرارية. وأضاف قائلا نلاحظ أنه يفشل الكثير منا والكثير من أطفالنا في المحافظة على وزنه أيام العيد المبارك ويعلل بعضنا هذا الأمر بأن الخشية من نقص السكر أثناء العيد يدفعه الى تناول المزيد من الطعام. لذا يجب الاهتمام والحرص المضاعف أيام العيد وألا يكون جل وقت أحدنا ومنتهى اهتمامه تناول كل ما لذ وطاب من حلوى أو سكريات يزيد بها وزنه ويرهق بها معدته وان نكون حقا مثلا يحتذى به لأولادنا وأطفالنا. ويجب أن يكون العيد وأيامه فرصة حقيقية للتأهب للدراسة بوزن متزن وسكر متحكم به وجسم سليم. "إبرة الجلوكاجون " وبين د. بسام بأنه لا يخفى على أحد ان حركة الطفل تكون أكبر أيام العيد وهذا أمر مستحب حيث ان الحركة تساعد على حرق السعرات الحرارية والسكريات ولكن قد تكون هذه الحركة مبالغا فيها وتستمر ساعات طوال وخاصة عند الخروج الى المنتزهات والحدائق والاستراحات وعند اختلاط الأطفال ببعضهم وهنا يجب التنبه الى أن الحركة والنشاط قد يؤديان الى خفض مستوى السكر في الدم ليس فقط أثناء التمرين او الحركة ولكن أيضا بعد ساعات طويلة من انتهاء النشاط أو حتى أثناء النوم. وأكد د. بسام بقوله من باب الحرص التأكد من توفر إبرة الجلوكاجون وهي إبرة مضادة للإنسولين تعطى في العضل تعمل على زيادة مستوى السكر في الدم وتعطى في حالة التشنج أو الغيبوبة المصاحبة لنقص السكر، وهذه من الأمور التي يجب مراعاتها والتأكد من توفرها قبل العيد وقبل بداية إجازة المستشفيات والعيادات التخصصية كما يجب التأكد أيضا من توفر الكم الكافي من حقن الانسولين وأشرطة التحليل وسلامة جهاز التحليل حتى لا ينقص أحدها أثناء الإجازة والحرص على حملها عند التنقل والسفر ونحوه.