يتساءل كثير من الناس من مرضى السكري من الأطفال وأهالي المرضى عن الطريقة المثلى لصيام شهر رمضان المبارك، وعن النظام الغذائي والعلاجي الواجب اتباعه لتفادي مضاعفات المرض سواء انخفاض السكر أو ارتفاعه. وتجاوباً مع هذه التساؤلات أردنا توضيح بعض الارشادات العامة الواجب اتباعها بالنسبة لاطفال السكري الذين يرغبون بالصيام. 1 - يجب على جميع المرضى المصابين بالسكري العلم بأنه ليس هناك طريقة واحدة يستطيع الجميع اتباعها للمحافظة على السكر بالدم ولكن تختلف الارشادات الواجب اتباعها باختلاف المريض واختلاف أوقات وكميات ونوعيات الأكل التي يتناولها وأنواع النشاطات التي يمارسها وغير ذلك من المتغيرات العديدة والتي تلعب دوراً هاماً في مستوى السكر بالدم لذا يلزم جميع الأطفال المصابين بالسكري والراغبين في الصيام مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام لمناقشة النظام العلاجي الغذائي والواجب اتباعه. 2 - العلاج بالأنسولين: عادة ما يحتاج مرضى السكري من الأطفال على جرعتين من الانسولين العكر طويل المفعول والصافي قصير المفعول قبل طعام الفطور وقبل طعام العشاء وذلك في الايام الاعتيادية. ولكن إذا اراد الطفل الصيام فغالباً ما ينصح باعطاء الجرعة الأكبر من الانسولين والتي تعطى عادة قبل الافطار (في الصباح) تعطي في شهر رمضان قبل افطار رمضان أي قبل اذان المغرب ذلك لأن الطفل سوف يتناول كمية كبيرة من الاغذية أثناء وبعد افطار رمضان. - اما بالنسبة لجرعة الانسولين التي تعطى عادة قبل طعام العشاء في الايام الاعتيادية فانها تعطى قبل طعام السحور في شهر رمضان مع تخفيض الجرعة إلى النصف خاص بالنسبة للانسولين العكر وذلك لأن الطفل سوف يكون صائماً خلال فترة عمل الانسولين العكر. وتحدد جرعات الانسولين بأكثر دقة بعد عمل تحليل السكر. 3 - تحليل السكر: إن تحليل السكر لم يصبح أكثر أهمية خلال فترة شهر رمضان وذلك لحدوث هذه التغيرات سواء من ناحية الاكل أو النوم وغير ذلك في فترة شهر رمضان لذا ننصح بعمل تحليل السكر أربع مرات في اليوم، قبل افطار رمضان وقبل الذهاب للمدرسة وبعد العودة من المدرسة وقبل السحور. ويجب التأكد ان مستوى السكر في الدم غير منخفض خاصة قبل الذهاب للمدرسة وبعد العودة منها واثناء فترة الصيام. 4 - علاج انخفاض السكر: عادة ما يحدث انخفاض السكر اثناء فترة تواجد الطفل في المدرسة لذا ينصح كل طفل بأخذ بعض السكريات سهلة الهضم معه للمدرسة كالعصير المحلى أو الحلوى، كما يجب عليه الافطار وتناول هذه السكريات إذا أحس بأعراض انخفاض السكر، كما يجب على الأطباء المعالجين توفير واعطاء ابر الجلوكاجون لمرضى السكري والتي تعطى عادة عند حدوث الغيبوبة بسبب نقص السكر. 5 - العلاج الغذائي: ننصح جميع أطفال السكري بالابتعاد عن الأكثار من تناول السكريات الآحادية التركيب كالعصائر المحلاة والمياه الغازية المحلاة وان يقتصروا على تناول السكريات المعقدة التركيب كالرز والمكرونة والخبز وغيرها بحيث لا تشكل هذه السكريات أكثر من 50٪ من كمية السعرات الحرارية المتناولة. هذا ما تنصح به الجمعية الامريكية لامراض السكر، كما يجب على المرضى الانتظام في تناول الطعام من حيث وقت تناول الوجبات وكميتها ونوعها. استشاري أمراض الغدد والسكر للاطفال مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث