لم توفق إدارة الهلال في بيانها الذي وزعته على وسائل الإعلام عقب خسارة الفريق الكوارثية التي تعرض لها أمام أولسان هونداي الكوري الأربعاء الماضي؛ فالبيان لم يكن بحجم الإخفاق الكبير الذي صدم الشارع الرياضي وأنصار الفريق خصوصاً الذين كانوا ينتظرون بياناً يحتوي على الاعتراف بالفشل، وتحمل المسؤولية، والوعد بالعمل على معالجة الأخطاء بشكل عاجل بدلاً من التبرير بصعوبة المهمة الآسيوية، والتغني بإنجازات الماضي، فالإدارة الهلالية التي تدخل عامها الخامس لم تقدم المهر الذي يوازي تحقيق بطولة كبيرة بحجم بطولة آسيا؛ فالتسويف وتأجيل حسم الأمور الفنية حتى اللحظات الأخيرة كان شعار الإدارة خلال الثلاث مواسم الماضية. بطولة آسيا أصبحت أكثر صعوبة عن ذي قبل وأحد الأسباب هو تراجع الكرة السعودية، وضعف إمكانات اللاعب السعودي، وتطور فرق شرق القارة احترافياً وفنياً، ولهذا فهي تتطلب مهراً عالياً واستعدادا قويا وجلب لاعبين أجانب على مستوى عال من المهارة والكفاءة، وهذا ما تجاهلت إدارة الهلال التي بحثت عن اللقب بلاعب بحجم المغربي عال هرماش الذي أصبح عالة على الفريق، وأحد الأسباب الرئيسة في ضعف خط الدفاع الهلالي والكوري بيونج المجتهد ولكنه يحتاج من يساعده في المباريات الكبيرة. نجاح إدارة في موسمها الثاني وعملها الاحترافي الكبير الذي أشاد به الجميع في طريقه تعاقدها مع الجهاز الفني واللاعبين الأجانب كان يفترض ان يسهل مهمتها في التعاقدات في السنوات اللاحقة، ولكن للأسف الشديد ماحدث في الثلاث سنوات الماضية يشير إلى أن الإدارة جديدة وليس لديها خبرة. إذا أراد الهلاليون المنافسة بقوة على بطولات الموسم المقبل، وعودة الفريق إلى سابق عهده فريقاً قوياً مرعباً للخصوم فعليهم العمل من الان فالعاقدات مع المدربين واللاعبين تحتاج إلى وقت طويل خلاف ماكان ينتهجه الهلاليون، وهو الحسم في الأمتار الأخيرة والذي كان نتيجته فريق كما هو حال الهلال الحالي. اعتدنا كمجتمع أن تقام الاحتفالات، وتنحر الحواشي في المناسبات الكبيرة كالزواج واجتماعات الأسر وحفلات التخرج، ولكن للأسف الشديد أن يصل بنا الوضع إلى أن يحتفل أنصار فريق بنحر الحواشي بعد خسارة فريق يمثل الوطن كما يقيم عدد من مشجعي الذي يتسابقون إلى إقامة المناسبات بمناسبة خسارة الهلال من أولسان الكوري برباعية في المهمة الوطنية، ما يقوم به الجمهور النصراوي ليس بجديد فقد أعلن كاتب نصراوي عبر التلفزيون تعهده بنحر أربعة حواش في حال خسارة الهلال من ذوب أهن الإيراني، وأقام عضو شرف نصراوي احتفالاً كبيراِ حضره عدد من أعضاء شرف النصر وشهد تغطية إعلامية واسعة على المستوى الرسمي. التعصب للفرق أمر محمود، ولكن أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة فإن المؤشر خطير جداً ويحتاج إلى إعادة النظر في وضعنا الرياضي المزري الذي يتعقد يوماً بعد آخر.