مدخل للشاعر الكبير أحمد الناصر الشايع: لياك تسرف مابلا الله بالاسراف أرفق بحالي يا حسين التواصيف خل السهر يا زين من بيننا أنصاف ما فيه عاشق ما يجي له صواديف كان العاشقون في الزمن الماضي يقطعون المسافات الطويلة بين الفيافي والقفار ووسط الصحاري بحثاً عن المعشوقة هائمون ومولعون بها، وذلك العشق كان بكل شرف وعفة ووفاء وشيمة وأمانة على وضح النقاء كما يقول الشاعر المشهور عبدالله بن سبيل: يوم الركايب عقبن خشم أبانات ذكرت ملهوف الحشا من عنايه ليته رديف لي على الهجن هيهات أما معي .. ولا رديف اخويايه والعاشقون دائماً يخالجهم شعور السعادة الغامرة والفرح والبهجة حينما يلتقون بمعشوقتهم، وكذلك يعانون من الألم وعذاب العشق، وربما يصابون بالمرض المهلك وقد تسوء حالتهم الصحية ويدنو أجلهم كما حصل لقتيل العشق الشاعر دخيل الله بن مرضي الدجيما عندما لم يحالفه الحظ بالزواج من فتاه عشقها وهام في حبها فخطبها من أهلها لكنه لم يحصل له الزواج بها فساءت حالته الصحية وعندما أحس بقرب أجله أنشد قصيدته المشهورة التي مطلعها: يا جر قلبي جر لدن الغصوني غصون سدراً جرها السيل جرا وأهله من أول بالورق يورقوني على غدير تحته الما يقرا على الذي مشيه تخطى بهوني والعصر من بين الفريقين مرا لا والله اللي بالهوى هوجروني هجراً به الحيلات عيت تسرا ومن الشعراء والشاعرات من واجه المصائب والشدائد واللوعات وصدر من قلبه الآهات العميقة والونات الأليمة والدموع الحارقة وسار على دروب الأخطار والمعاناة فمشى على الأشواك الجارحة فداء وحباً وغراماً من أجل عيون الحبيبة كما أنشدت الشاعرة المبدعة غيوض هذه الأبيات الملتهبة وكأنها تنحت في الصخر ولا تكسره: يا حبني لك دون كل المخاليق يااللي تساوي كل شي بحياتي لا شفت زولك ينجلي عني الضيق وان غبت من عيني تهل عبراتي دايم عيوني من فراقك غواريق وطلعتك ترسم بسمتي في شفاتي الحب مفتاح القلوب المغاليق وحبك دواي وفرحتي يا غناتي وكم من العاشقين تركوا لنا قصصا وحكايات وأشعاراً لا يزال أثرها معنا طال الزمان أم قصر.. وهناك من الشعراء العاشقين من أنشد الكلمة الصادقة الخالية من الكذب والتلفيق وصادرة من قلب مُحب بمشاعر عفوية كقول الشاعر خالد المريخي الذي عبر عن صراعات متباينة وأشجان متفاوتة ونوازع سكنت في أعماقه فقال: سمعني اللي كتبته فيك سمعني والكلمه اللي تشكل معك غيرها بلسانك الشعر لو تكسر يمتعني كسّر يا بخت البيوت اللي تكسرها