من أهم المشروعات والمنجزات الحضارية والإنسانية مشروع التوسعة الكبرى للحرم النبوي بحيث يصل عدد المصلين بعد استكمال المشروع إلى مليون و(600) ألف مصلٍ. هذه التوسعة غير مسبوقة كما أشار إلى ذلك بعض المختصين وسوف تكون كافية لسنوات طويلة وهي من زاوية أخرى توسعة تليق بمسجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو بما له من قداسة يستحق أن يكون رحباً كمكان كما هو رحب بروحانيته ومكانته الدينية. وحين دشن خادم الحرمين الشريفين هذا المشروع التاريخي العملاق فإنه يؤكد حقيقة تاريخية وهي العناية الرسمية والشعبية بمقدسات المسلمين ودعمها بلا حدود من أجل التسهيل على المسلمين، وسيكون لهذه التوسعة كما ذكر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس (للعربية نت) «أثره الإيجابي البالغ في أداء الحرمين الشريفين ورسالتهما الإسلامية العظيمة في نشر الخير والمن والوسطية والاعتدال والسلام والمحبة والتسامح والحوار والوئام». ولاشك أن ما تقوم به المملكة من خدمة للأماكن المقدسة هو واجب ورسالة سامية، ومسؤولية ظلت المملكة تقوم بها بصورة متتابعة دون تقصير بل إن التوسعة والخدمات تتطور من سنة إلى أخرى كي تستوعب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين. إنها رسالة عملية لكل من يرفع علامة استفهام فهذه المشاريع في الحرمين الشريفين ليست بحاجة إلى من يتحدث عنها بلغة إعلانية فهي تتحدث عن نفسها ولها نتائج واضحة ومباشرة وعملية وهي في نهاية المطاف مخرجات لسياسة استراتيجية انتهجتها المملكة انطلاقاً من مسؤولياتها ورعايتها ومكانتها في العالم الإسلامي. إن التوسعة التي بدأت في عهد الملك عبدالعزيز لم تتوقف تحقيقاً للرسالة الإسلامية العظيمة. وإلى جانب التوسعة هناك خدمات اضافية تتطور مثل مواقف السيارات والحافلات والمظلات التي سوف يصل عددها في الحرم النبوي إلى (250) مظلة بعد أن كان عددها (12) مظلة فقط. وهكذا تستمر المشاريع والخدمات التي تتسم بالجودة وسرعة الإنجاز وتحقق الراحة للحجاج والمعتمرين والزوار. وليتنا نتخذ من هذه المشاريع نماذج تحتذى في تنفيذ بقية مشاريع التنمية.