صدمنا وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم قبل أيام عندما سئل عن ارتفاع اسعار صندوق الطماطم، فطالب المواطن بأن يستعيض عن شراء صندوق الطماطم بشراء نصف صندوق، وكأن الوزير حل لنا بهذا التفكير الخارج عند الصندوق، أزمة غلاء الأسعار! متى يتفهم أصحاب المعالي الوزراء حفظهم الله، وأبقاهم ذخراً للمواطنين ليعلموهم الأنماط الإيجابية في الاستهلاك، أنه ليس من ضمن مهامهم الوظيفية تغيير السلوك الاستهلاكي للمواطنين من خلال تصريحات صحافية يلقونها وهم يرتدون المشالح المذهبة في المناسبات العامة؟! عندما يسأل أحد وزيراً عن ارتفاع سعر سلعة، فليس الحل أن يتفضل علينا معاليه، بمطالبتنا بتخفيض الطلب على هذه السلعة، بل وظيفته في بلد ريعي، أن يبحث عن حلول يحاول فيها أن يخفف من معاناة المواطن. هل تصور الوزير بالغنيم أنه فتح على المواطنين فتحاً لم يأت به أحد من قبله، باعتباره أن مواجهة ارتفاع سعر الطماطم، يكون بشراء نصف صندوق بدلاً من صندوق كامل؟! مرة نسمع وزيراً يواجه التساؤل عن غلاء الأرز بطلبه من المواطن أن يغير عاداته الاستهلاكية، ومرة نسمع وزيراً يوجه المواطنين لشراء نصف صندوق بدلاً من صندوق، وربما وجدنا غداً من الوزراء من يطالب الحي بكامله أن يتقاسموا كيلو اللحمة على ألا يتجاوز استهلاكهم لها، رؤيتها، وربما شمها، وخصوصاً والوزير بالغنيم أكد في تصريحاته أن ارتفاع اسعار اللحمة لم يجعل بمقدور المنتمين للطبقة الوسطى شراء اللحوم الحمراء! هل سنسمع في المستقبل، إعادة لقصص الأجداد، عندما كان طبخ اللحم حدثاً شهرياً يجتمع له أفراد الأسرة، ويتداعون له، ويحلمون به في كل مساء؟! ثم ما هي أدوار الوزارات، لرفع هذه التصورات المؤلمة، التي لا يبدو أنها أضغاث أحلام، بل هي نتاج واقع تؤكده تصريحات وزير الزراعة؟! كان بعض السلف يقول في التحذير من الإكثار من أكل اللحوم: لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوان. ونرجو ألا يكون هذا القول غداً شعاراً لأحد وزاراتنا، التي تسعى لتغيير سلوك الناس، أكثر من سعيها لأداء واجباتها كما يجب، خدمة للمواطن.. والوطن!