أقر وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، بأن متوسطي الدخل في السعودية أصبحوا غير قادرين على شراء اللحوم الحمراء بسبب ارتفاع أسعارها، كاشفاً أن الوزارة تعمل على إعداد استراتيجية للاستثمار في قطاع الإبل والأغنام، لتربيتها داخل المملكة، ودعا المزارعين ومربي المواشي إلى الاعتماد على الأعلاف المركبة التي تنتجها مصانع الأعلاف في المملكة، التي يتم استيراد جميع مدخلاتها من الخارج. وقال بالغنيم في كلمته خلال تدشين مرصد السلع الغذائية الأساسية، أمس، في «غرفة الرياض»: «إن أسعار اللحوم الحمراء عالية جداً وبعيدة عن إمكانات متوسطي الدخل في المملكة الذين يتجهون إلى لحوم الدواجن، لأن كلفتها أقل، ولذلك زاد الطلب على الدواجن التي لا يوجد نقص في المعروض منها». وأضاف: «أننا لا نشجع مربي الماشية على زراعة أعلاف داخل المملكة مطلقاً، وبخاصة أنه بإمكاننا استيرادها من الخارج، لأن الأعلاف الخضراء تستهلك كميات كبيرة من المياه تفوق ما يستهلكه حتى القمح». وأضاف أن الأعلاف التي تستخدم في تغذية الدواجن جميعها مستوردة، ولذلك فإن أي متغيرات تحصل في الخارج لمدخلات الأعلاف تؤثر في سعر علف الدواجن داخل المملكة، وبخاصة حبوب الذرة الصفراء وفول الصويا، بعكس الأعلاف الخضراء التي تستخدم في تغذية الماشية وتزرع محلياً، وهذا أمر غير مرغوب من وجهة نظرنا، لأنه يزيد من استهلاك المياه. وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الذرة الصفراء وفول الصويا خلال الأربعة الأسابيع الماضية أدى إلى زيادة سعر تصنيع طن العلف ب130 ريالاً، إذ أصبح يباع لمزارع الدواجن ب1330 ريالاً من 1200 ريال، وبالتالي يقوم مربو الدواجن بزيادة الأسعار. وحول دور الوزارة عند ارتفاع الأسعار، قال بالغنيم: «دورنا هو مراقبة الأسواق العالمية لمدخلات الأعلاف، وإذا رأينا أن هناك زيادة نقوم بتبليغ اللجنة الوزارية للتموين التي تتكون من وزراء المالية والتجارة والزراعة، وهذا ما تم عمله أخيراً، إذ قمنا بتبليغ اللجنة التي يكون لديها لجنة تحضيرية تقوم بالتأكد من ارتفاع الأسعار وأسبابه، ثم تقدم النتائج للجنة». وأشار إلى أن وزارة الزراعة مكلفة بمراقبة الأسعار الخارجية لمدخلات الأعلاف، وتقوم وزارة التجارة والصناعة بمراقبة الأسعار الداخلية. وبشأن تهريب الأغنام من العراق وسورية بعد قرار منع الاستيراد، قال: «هناك تهريب أغنام وغير أغنام حدث قبل أعوام طويلة، ولكن حالياً ليس هناك من يتحدث عن تهريب، وقد يكون هناك تهريب من الدول المجاورة، ولكن رجال حرس الحدود يقومون بعملهم بالقبض على المهربين». وحول أسعار الحبوب، قال وزير الزراعة: «هناك أسباب كثيرة لزيادة أسعار الحبوب، ومنها القمح، إذ كان سعر الطن قبل شهر ونصف 320 دولاراً، وارتفع إلى 400 دولار»، مشيراً إلى أن التوقعات تلعب دوراً مهماً في زيادة الأسعار، خصوصاً ببورصة الحبوب في شيكاغو، إذ يتوقع البعض زيادة الأسعار فيقوم الناس بشراء المحاصيل، إضافة إلى الأحوال الجوية والجفاف». وبشأن استمرار الحكومة في دعم الأعلاف، أكد وزير الزراعة «أنه ليس هناك حل آخر في مواجهة أي ارتفاع في الأسعار سوى الدعم». وعن الخضراوات، قال: «ننتج في المملكة 85 في المئة من الخضراوات، خصوصاً أن هناك مشاريع لا بأس بها مثل الطماطم والخيار، وهي أكثر المنتجات». وسئل الوزير عن زراعة الخضراوات بمياه المجاري، قال: «هناك لجان في مناطق المملكة ال13 تقوم بجولات وتتقصى وتتأكد من عدم استخدام مياه الصرف الصحي، ولكن لا نقول بأنه ليس هناك مخالفون، بل يوجد مخالفون في كل مجال، والدولة تقوم بدورها لمكافحة أي أعمال ينتج منها محاصيل تضر بصحة المستهلكين». وتحدث بالغنيم عن مرصد السلع الغذائية الأساسية الذي أطلقته «غرفة الرياض» بالتعاون مع كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمن الغذائي بجامعة الملك سعود، فقال إنه يعد خطوة مهمة في مصلحة الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة، لتوفير حاجات المواطنين من السلع الغذائية، منوهاً بالدور الذي سيطلع به المرصد في توفير المعلومات الضرورية والبيانات المتعلقة بكميات وأسعار السلع الغذائية الاستراتيجية وتأثيرها في منظومة الأمن الغذائي. وأكد أن المرصد سيسهم في دعم خطط وجهود وزارة الزراعة من خلال توفير المعلومات الضرورية لبعض السلع الغذائية المهمة والمتابعة الدقيقة لها، بما يضمن توفيرها للمواطنين.