مدينة حقل في أقصى الشمال الغربي تنشر فضاءات شاسعة وترش بماء الموج واجهات البيوت.. واطراف النخيل المترقب لدهشتها دوماً.. تحمل غناء النوارس الى هديل الصحراء المتموج عند حافتها.. حقل مدينة ترسمها ريشة الطبيعة على أفق أزرق يحكي تميزها ونقاء البحر على ساعديها.. ودخولها إلى أفق السياحة التي تجمع بين تفاصيل وحكايات وملامح متناقضة وجميلة في الوقت نفسه.. الصحراء.. البحر.. الثلج المتداعي على سفوح باردة وأنيقة والموج قليل الاندفاع وكثيف البهجة.. حقل سواحل بلا رطوبة وأجواء تحمل طبيعة ودهشة البحر.. وتعبر عن خاصية الحضارة التي صنعت تفردها بألوان زاهية ووجوه عميقة.. في أقاصي الشمال الغربي من هذا البهاء (الوطن).. في منطقة تبوك التي تبعدها مسافة 250 كم.. فحقل أو اللؤلؤة الشمالية بعبيرها الساحلي الناصع وتكوينها الجغرافي الفريد.. تحاكي صورة الحضارة السياحية بأعمق صورها وأزهى مكوناتها الجمالية والطبيعية وتستجيب لقصائد البحر بموال ساحلي له مذاق القهوة الحكيمة.. واللغة الشعرية الخاصة.. تأخذنا الخطى ونحن نغوص في أعماقها لنكسب من جديد اسم الأمير الذي هيأ لها حالة التشكل الإبداعي التنموي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان، ودعم من جهته خطوات العمل بها رئيس بلدية منطقة تبوك الدكتور علي بن سالم العصيفير، وبدأ برسم أبعادها وتنفيذ الرؤى التنموية على وجهها رئيس بلدية حقل المهندس عبدالعزيز العيسى الذي يقول عنها: حقل مدينة تتميز بأشياء كثيرة.. تدفعك الى المزيد من العمل وتحقيق الأهداف.. طبيعتها وأهلها وأجواؤها التي تعكس عمقاً سياحياً له خاصيته.. ومن هنا بدأت العلاقة الحميمة بيني وبينها وأنا أتلقى دائماً توجيهات سمو أمير منطقة تبوك وكذلك رئيس بلدية المنطقة في طريقي نحو جعل حقل بهذه الصورة وهذه ليست جهودي وحدي وإنما جهود أبناء حقل المخلصين الذين أتاحوا لنا جميعاً فرصة لإعطاء حقل بعدها الذي تستحقه.. والذي يعبر بوابة حقل يعانق منظر البحر وهو يبزغ كالدهشة في تراكم كثيف لجبال تحتضنه عبر الضفاف التي تشعرك باتصالك بالعالم.. فتطل على مدينة العقبة الأردنية وعلى طابا وقرى مصر الأخرى.. وترقب بتأمل عميق جبال سيناء.. ثم تعيد نظرك إلى الجبال التي تحرس بهاء حقل عالية وتشكل بتفاصيل له مذاق الوطن وعمق حضارته.. الشوارع مكسوة أرصفتها بالخضرة الأنيقة والورد بألوانه الزاهية تمتد موازية للبحر والشواطئ المزينة بالنخيل وأحداق الأطفال.. ترسم معالم المدينة التي نالت وسام المدينة الصحية الأول لهذا العام فينهض في اللوحة مشهد الأضواء التي كتبت على الجبال ببراعة وإتقان وحملت دعاء سيدنا إبراهيم (رب أجعل هذا البلد آمناً) وعبارة التوحيد (لا إله إلا الله) وغيرها من العبارات التي أصبحت بتكوينها الضوئي الفريد ميزة من مزايا حقل مدينة الضوء والبحر.. حيث كان لجهود رئيس بلديتها والعمل الذاتي الدؤوب كبير الأثر في تحويلها إلى مدينة بطابع خاص وتطور حضاري تنموي له طبيعته الفريدة.