عندما تشد الرحال ويسير ركب المسافرين نحو المصايف طلباً للأجواء الجميلة المعتدلة والطبيعية الخلابة الساحرة والتمتع بأوقات جميلة تتوزع بين النزهة في النهار وبين السمر في الليل يتأكد لك أن هذا الركب المتواصل لم يسرع المسير إلا من لهفة الشوق نحو المتعة والتشوق كل هذا يشاهده المتشوق للأجواء والطبيعة وكل زائر لتلك الأماكن الساحرة بجمالها يضع بصمته على المكان ولكن هناك من يضع بصمة من الشعر داخل ذاكرته يحملها عندما يدق ناقوس الذكرى موقظاً الشوق نحو تلك المصائف ويؤكد ذلك تلك الصور الشعرية ذات الوصف الرائع يقول الشاعر الأمير عبدالله الفيصل: يا ريم وادي ثقيف لطيف جسمك لطيف ما شفت أنا لك وصيف في الناس شكلك غريب أنت المنى والأمل في مهجتي لك محل يا من بحسنه اكتمل ما ترحمون الحبيب وذكريات العشق القديم في أماكن الصيف المتعددة يجسدها الشعراء في صور متباينة وكأن هناك تنافساً في الإبداع يقول الشاعر سليمان بن حاذور: يا هل الطايف عسى السيل يسقيكم خمسة أيام على الرأس عادة خمسة أيام على فرع واديكم يا هل الطايف عسى الخير يقتادهولقد بقيت تلك الأوصاف الجميلة في الذاكرة ويعود ذلك لعبق المكان وجميل اللحن لتلك الأبيات ومن ذلك: يا مسافر على الطايف طريق الهداء شوف قلبي من البارح معاك لاهداء إلى أن يقول: يا مسافر على أحلى المصايف طار عقلي وفكري فوق طاير لامتى لامتى أسعد بوصلك مساء نقضي الشوق وإضافي ربوع الهداء كل هذه الأبيات الجميلة تزينها الألحان الجميلة أيضاً حتى غدت موروثاً شعبياً أو رمزاً من رموز الغناء السياحي خصوصاً عندما يأتي ذكر الطائف بجباله وأوديته المزروعة بأشجار الرمان والعنب والخوخ يقول الشاعر محمد سعيد الذويبي: يا هوى الطايف ونسمات الورود قابل الزوار بالزهر الندي وأهدهم رمانها حمر الخدود وأسقهم ماها القراح القرهدي وليس بغريب على الشاعر عندما يدفعه احساسه نحو الإبداع في وصف الجمال الطبيعي عندما تتخلله روائح العطر الطائفي المستخلص من الورد والفل والكادي كل تلك ستبعث في النفس الشجن نحو لحن الجمال المحسوس يقول الشاعر خالد الحارثي: العروس اللي تباها بوردٍ في الخدود من يناظرها بالأعيان عنها ما يحيد ويتوالى ركب الشعر يحدث المصطاف عن ذكريات المصيف في ظلال أشجار الرمان والطلح. ومن نص أوبريت هذا العام لمهرجان الطائف للشاعر الدكتور خالد الكندي: ذي عروس المصايف في هواها القلب طايف حسنك ما له وصايف يالطايف يا أبو المصايف وعلى ايقاع المجرور قوله: لابسه تاجك يالطايف والمدن عندك وصايف يا ساحرة الألباب حضنك هلا وترحاب وهكذا تستمر معزوفة الشعر يدفعها عذب الماء في جداول تسقي الورود والريحان وكل ذلك في انتظار الزائر والمصطاف: تلويحه لسلطان الهاجري ياحي نجد اللي تخاتيخها جرد أرض الملوك اللي عريب نسبها أزرع بها ريحان وأقطف بها ورد وأسكن بها في قبة من قببها.