أصبحت السياحة الداخلية في الآونة الأخيرة تخرج عن طابع التنزه والاستمتاع بالمناظر الجميلة في المنتزهات وذلك لإدراك القائمين عليها أن السياحة هي صناعة العصر لابد من الخروج عن هذا الإطار بحيث تخدم السياحة مجالات أخرى ويجد السائح مبتغاه من خلال التنوع في البرامج والأمسيات الشعرية التي تنظم في كل عام لعدد من الشعراء وفي الأماكن السياحية ما هي الإنتاج لدراسات تأكد من خالها أن للشعر الشعبي دوراً مؤثراً وكبيراً في خدمة السياحة وأيضاً إدراك الشعراء من خلال تجاوبهم أن السياحة تخدم الشعر والشعراء وتجعل من خلالها قنوات للوصول إلى المتلقي لذا لم يبخل الشاعر عن ذكر الأماكن السياحية ووصفها كنوع من الدعاية السياحية وفي هذا الإطار أصبحت السياحة تمثل جانباً كبيراً من اهتمامات حكومتنا الرشيدة حفظها الله والتي تسعى دائما لراحة واستقرار المواطن كما تتواصل جهودها في سبيل أن يكون المواطن في أمن ورخاء عندما تحتضنه مصايف ومنتزهات بلادنا الغالية. ومن هذا المنطلق دأبت الجهات المعنية في المناطق السياحية على وضع الخطط والبرامج التطويرية للسياحة الداخلية والتي أصبحت صناعة يمكن من خلالها توجيه المواطن للإستثمار الداخلي ومن هذا المنطلق تسابقت الخطوات سريعة نحو هذا المجال وسخرت جميع الإمكانات وقدمت جميع التسهيلات من أجل أن يجد المصطاف والزائر لهذا البلاد ما يملأ عينه ويسعد أسرته في إطار أكبر نعمة في هذه البلاد الغالية وهي نعمة الأمن والاستقرار والتي نارداً ما يتوفر مثلها في بلدان عديدة رغم توفر مصادر السياحة بها. ومن هذا المنطلق أيضاً تضافرت جهود القائمين على السياحة لتكون ملتقى ومنبراً يخدم الساحات الثقافية والأدبية والشعبية حيث الأجواء الجميلة وملتقى الأحبة على تراب هذه الأرض الطاهرة والمنطقة الجنوبية ومناطق الطائف السياحية من الأماكن السياحية التي تتميز باعتدال الأجواء وجمال الطبيعية فكانت منتدى جميلاً للشعراء سواء على مستوى الأندية الأدبية أو الأمسيات الشعرية التي تقام ضمن أهم برامج التنشيط السياحي بهذه المناطق فكان من الطبيعي أن يبادل الشعراء هذه الطبيعة وهذا العناق العظيم بين الكلمة وسحر الطبيعة بكلمات وأبيات جميلة على أقل تقدير لرد الجميل وسوف نتطرق لإبداع الشعراء في وصف الطائف أحد مصايفنا الجميلة فهذا الشاعر محمد الذيابي داعب خواطره بأبيات جميلة عانقت سحاب جبال الشفاء وذكر الحيا والطيبين من الأصدقاء يقول: غنيت للطائف وقلت أرجوك ياسعيد حنيف أكد لي الطائف على أول طائرة قبل العصر إلى أن قال: والطائف أعذب من قراح الماء وأرق من الظريف كن الضباب يداعب أترابة ويركع للحجر أنفاسه تضم السحاب وبرقة يرفرف رفيف وكنه ليا غيم سماه يضل مجدول الشعر ثم واصل الذيابي ملحمته السياحية في الطائف ولم ينس التاريخ المجد حيث قال: حضارة الطائف وتاريخه من الدين الحنيف مانحصى أمجادك لو أكتب فيك بالطائف شهر ومدينة الطائف كانت منذ القدم مهداً للشعر وملتقى للشعراء مما يوحي بأن الرأي متفق منذ القدم على جمالها، وكان من ذلك سوق عكاظ. يقول الشاعر محمد السديري في ملحمة عكاظ يذكر بعض ضواحي الطائف وسوق عكاظ: جيت للمبعوث وأوقفت المسير شرقي العزما ذكرت الماضيات ماشي بأطلال أجيال خلت دراسات موحشات خاويات أسأل الأطلال وين أهل البيان وين من سنو طريق المكرمات ياعكاظ العرب ميدان الأدب يامزار أهل المهار الصافنات ويقول أيضاً يتذكر أيام المطر في الطائف وجريان وديانه وجمال طبيعيته: يسقيك يالطائف من الوسم رعاد وبل على وبل يعلك ويرويك في كل فج لك مع المزن ميعاد تسيل وديانك وتخضر فعاليك ولقد أصبح الطائف في الآونة الأخيرة ملتقى كبيراِ وذا قاعدة كبيرة لشعراء القلطه حيث يلاقي هذا الفن إقبالاً كبيراً وتشجيعاً كبيراً حيث يتسابق الكثير من محبي هذا الفن على الحضور الاجتماع للشعراء في أجواء معتدلة تعطرها نسمات الورد الفواحة. علاوة علي العديد من الأمسيات الشعرية التي تقام ضمن برامج التنشيط السياحي وهو لعدد من الشعراء البارزين والمعروفين في الساحة الشعبية وعندما تنصب الكلمات الجميلة المفعمة برائحة الورد الطائفي فلن تجد أجمل من جداول أودية الطائف التي تحضنها أغصان الورد والزهور الجميلة وتنبت على أطرافها أشجار فواكه الرمان والعنب والتين وحول هذا المكان تتزاحم الكلمات على موقع الوصف الجميل لهذه الطبيعة الخلابة ولنأتي إلى موقع إتكاءة المعنى الشعبي على عود الورد الطائفي لنتذوق ذكريات الأصدقاء على لسان الشاعر محمد السديري حيث يقول: جيناك يالطائف نبي شوف الأحباب أحد حدر نجد وناس بحده رجوا بالله من ترجاه ما خاب والله كريم ساليه مايرده وتتواصل الكلمات في إدارج المعاني الجميلة في وصف طبيعة الطائف الساحرة: ياهل الطايف عسى السيل يسقيكم خمسة أيام على الراس عاده خمسة أيام على فرع واديكم ياهل الطايف عسى الخير لقياده وجمال المكان يكمل بوجود الأحبة به فيزداد جمالة ويكثر عشقة: الله أكبر كل ماحل طاريكم ينزعج قلبي على غير معتاده والزائر للطائف لا بد أن يحمل معه ذكرى جميلة في نفسه عن الطائف وبساتينه ووروده وجوه المعتدل: أذكر هل الطايف عسى الطايف السيل عسى السحايب كل يوم تعله ذكرى الليالي الماضية والتعاليل عليه ومع العين دايم تهله ولأدوية الطائف بما تحتويه من جمال ساحر في أشجارها وأعشابها وتباين طبيعتها المتدرجة من الجبيلية إلى السنوح والأودية ثم الأرض المنبسطة إلى الشمال الشرقي طابع مميز ومثير يدعو للتأمل والدخول مع الروح في حديث خفي يبعث الذكريات الجميلة: راحوا هل الطايف ونور القمر غاب كل شكى الفرقى ولا هوب وده وين المصيف وين تلعات الأرقاب عقب الوجود اليوم يابعد جده تنشد الغالي وناقف علي الباب وش خانة الطايف إللي يبس ورده وأخيراً تحية لكل من ساهم ويساهم في إنجاح السياحة الداخلية تحيه لكل يد تبني التطور والنماء لهذا الوطن العزيز