تعتبر الأسرة النواة الأساسية التي يتشكَّل منها المجتمع لما لها من دور فعّال في تربية الطفل وفي تأهيل وتعزيز شخصيتة، وهي ترسم الخطوط العريضة لمسيرة حياته المستقبلية، فالخبرات التي يكتسبها الطفل هي تلك المتداولة بين من يحيط به، وبالدرجة الأولى أفراد أسرته. ومن أهم احتياجات الطفل عبر مراحل نموِّه المختلفة هي حاجته إلى الشعور بأنه مرغوبٌ به ويجب أن يحس بالمحبَّة والطمأنينة، الأمر الذي يضمن له الاستقرار العاطفي والنمو الانفعالي السليم، وقد نلاحظ أحياناً وجود أطفال كثيري الصراخ ويقومون بالعبث بكل شيء كل ذلك للفت الانتباه ولفقدانه الشعور بالمحبة والطمأنينة فيجب الابتعاد بالطفل عن أجواء القلق، والتوتر وعدم تخويفه من أشياء معيَّنة أو سرد القصص المرعبة له، كما يجب عدم السماح له بمشاهدة أعمال العنف والجريمة كأفلام السينما وإذا صدف وشاهد مثل هذه المشاهد فدور الأهل الحديث مع الطفل عن حقائق مثل هذه الأعمال وجعله يفهم أنها ليست واقعية كما يجب تجنب استخدام أساليب الزجر المبالغ به، والعقاب البدني والنفسي لأيِّ خطأ يرتكبه، وألا يفرض عليه ما ليس له رغبة فيه بأسلوب القهر، ويجب تجنب أساليب التهديد، لأن ذلك يجعل الطفل ينشأ على العزلة والانطواء ويشعر بأنه بحاجة للحماية، كما يجب على الوالدين االكشف عن أسباب ودوافع السلوك العدواني لدى الطفل ومعرفة أسبابها، واعتماد أساليب المصارحة والحوار والإجابة على تساؤلاتهم إجابات صادقة ومبسَّطة وإن كانت محرجة، وعدم التهرُّب منها كي لا تعيق رغباتهم في الوصول إلى المعرفة. إن الدراسات النفسية الحديثة تؤكد أنَّ الاضطراب العائلي أي المشاكل بين الأبوين يترك آثاراً سلبية كبيرة على نفسية الأطفال فيجب الابتعاد عن المشاحنات والانتقادات التي تقوم عادة بين الوالدين أثناء تواجد الأطفال فذلك يؤثر سلبا على النمو المتوازن كما ويؤثر في ثقة الطفل بنفسه وبالاخرين، فيكبر الطفل متوترا قلقا، مشبعا بالخجل والانطواء . كما يجب على الوالدين العمل على اختيار أصحاب أطفالهم والاطِّلاع على علاقاتهم التي بدون شك تؤثر في عملية تربيتهم، بدون فرض شخصيات معينة أو اقصاء أخرى من أصدقاء الطفل إلا بعد حوار هادئ ومقنع مع الطفل لأنه بعد ذلك سيقيس خياراته على نوع النصائح المقدمة من الوالدين . إن المعرفة بأساليب التعامل السليمة مع الأطفال، من شأنها أن تساعدنا للتنشئة السليمة، وتساعد في نمو شخصية الطفل نمواً سليماً وإعداده إعداداً جيداً نفسياً وفكرياً، مُدركاً لمفاهيم إنسانية سامية كالتسامح والإخلاص وتقدير الحرية، مليء بالمحبّة والثقة والتفاؤل . * خدمات التثقيف الصحي