الأطفال هم زهور تشرق في عيوننا وقرة العيون وبهجة القلوب، وكما أن زهرة اليوم هي ثمرة الغد.. فإن طفل اليوم هو شاب الغد.. ومن هنا كان اهتمامنا بصحة الطفل النفسية. وقد أثبت الطب النفسي إن حياة الطفل مع أمه في علاقة وطيدة ودافئة يؤدي إلى صحة نفسيه سوية وثبت علميا أن عددا كبير من المرضى النفسيين قد فقدوا أمهاتهم قبل سن الخامسة إما بالوفاة أو بالانفصال. وكذلك لوحظ زيادة الاضطرابات النفسية بين أطفال الملاجئ والدور وكثيرا ما تؤدي مشاحنات الوالدين وخلافاتهم الدائمة إلى عدم الاستقرار والأمان في الأطفال ولقد أثبتت النظريات النفسية أن رضاعة الطفل من ثدي أمه تعطيه نوعا من التفاؤل والأمل والسعادة للمستقبل وهناك عوامل كثيرة تساعد على توفير الصحة النفسية للطفل ومنها: الصحة البدنية الجيدة، فالعقل السليم في الجسم السليم، والطفل السليم البنية يتمتع بالحيوية والنشاط ويستطيع مقاومة المخاوف والقلق أكثر من غيره، كما أنه يستطيع أداء واجباته اليومية في سهولة ويسر ويشعر بالثقة والطمأنينة. علاقة الطفل بأمه، حيث الحنان والعطف والرضاعة تعطي الطفل الشعور بالأمان، والمبالغة في ذلك قد يؤدي إلى نتائج سلبية. إضافة إلى أن العلاقات الأسرية السليمة تؤدي إلى الشعور بالاطمئنان والثقة بالنفس، والاختلاط بالمجتمع والأطفال يساعد على نمو الطفل نموا اجتماعيا سليما. ومن أهداف الطب النفسي للأطفال والمراهقين، اكتشاف وعلاج الاضطرابات النفسية في سن مبكرة، والتوجيه الفردي والجماعي لأساليب التربية والتنشئة السليمة؛ وذالك لحماية الطفل من الإصابة بأي اضطراب نفسي، فبعض الإمراض النفسية للكبار هي امتداد لاضطرابات في الطفولة التي من أبرزها: الاضطرابات العصبية (القلق، الاكتئاب، الوسواس)، واضطرابات الحركة (فرط الحركة وتشتت الانتباه، اللوازم الحركية)، اضطرابات التبول الليلي اللاإرادي، اضطرابات الكلام (اللجلجة والتأتأة والتلعثم)، اضطرابات النوم (الأرق، الفزع، الكوابيس الليلية). د. محيي القرني استشاري الطب النفسي