ناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كافة الأطراف الاعتدال في الخلاف حول الفيلم المسيء للنبي الكريم، الذي أنتج في الولاياتالمتحدة وأثار احتجاجات عارمة اتسم بعضها بالعنف أمام عدة سفارات غربية في العديد من الدول الإسلامية. وقالت ميركل امس في برلين: "العنف ليس وسيلة للمناقشة.. إننا نؤيد التعايش السلمي للأديان سواء في ألمانيا أو في جميع أنحاء العالم". وفي الوقت نفسه أوضحت ميركل أن حماية السفارات الألمانية أمر "لا غنى عنه". من جانبه أعرب فولفجانج بوسباخ خبير الشؤون الداخلية في حزب المستشارة الألمانية المسيحي الديمقراطي عن تأييده لفرض حظر من قبل السلطات الألمانية على عرض الفيلم المسيء للنبي محمد في البلاد. وفي مقابلة مع إذاعة بافاريا، قال بوسباخ إن الأمر هنا لا يتعلق "بثغرة قانونية لأن حرية الرأي والفن ليست بلا حدود". ورأى بوسباخ الذي يشغل منذ 2009 منصب رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان (بوندستاج) أن إعلان حزب "برو دويتشلاند" اليميني المتطرف عزمه عرض الفيلم في ألمانيا "لن يخدم إلا الاستفزاز". ورجح بوسباخ أن يكون الهدف من وراء هذه الخطوة من قبل الحزب المتطرف أن تقع اضطرابات بعد عرض الفيلم وعندئذ يمكن القول: "أرأيتم.. المسلمون كافة ممن ممارسي العنف". وكان الحزب المتطرف أعلن عن عزمه عرض الفيلم كاملا في برلين فيما يقول ساسة من المعارضة إنه لا يوجد أساس قانوني لمنع عرض الفيلم وأكدوا أن "الفيلم الأمريكي عديم الذوق لكن لا يتضمن محتوى يستوجب العقاب". من جانبه أكد وزير الداخلية الألماني هانز - بيتر فريدريش رفضه الشديد لخطط الحزب المتطرف لعرض الفيلم بإحدى دور العرض السينمائي في برلين، داعيا إلى ضرورة إظهار المزيد من الاحترام تجاه الأديان. وقال فريدريش في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية امس: "المطلوب الآن أن يتحلى الجميع بالذكاء وألا يتركوا أنفسهم عرضة للاستفزاز.. الفيلم يتضمن سلسلة كاملة من انعدام الذوق وعدم مراعاة المشاعر الدينية، وإنني أطالب لذلك بمزيد من الاحترام للمشاعر الدينية للأفراد، سواء كانوا من المسيحيين أو اليهود أو المسلمين".