ما زال الغموض سائدا بخصوص من يقف خلف الفيلم المسيء للاسلام الذي اثار احتجاجات دامية في الشرق الاوسط وسط معلومات متضاربة عن ضلوع اقباط او يهود في الامر. فمخرج الفيلم الذي عرف عن نفسه الثلاثاء باسم سام باسيل وبانه امريكي اسرائيلي تلقى دعما ماليا من يهود توارى عن الانظار بعد انطلاق احتجاجات في مصر وليبيا حول فيلمه الرخيص الكلفة «براءة المسلمين». لكن الشكوك في هويته تضاعفت لا سيما مع تقارير اعلامية امريكية اشارت الى قبطي من كاليفورنيا محكوم عليه بجرائم مالية ويقيم خارج لوس انجليس. وما زاد من الغموض تصاعد اصوات استهجان طاقم العمل وفريق الممثلين الذين اكدوا التعرض للغش، حيث افاد واحد على الاقل ان مقاطع مسيئة اضيفت الى الحوار بتسجيلها فوق اقوالهم. وقتل السفير الامريكي في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة امريكيين اخرين في بنغازي شرق ليبيا الثلاثاء المصادف الذكرى ال11 لهجمات 11 ايلول/سبتمبر في الولاياتالمتحدة. ونفى الاستشاري في فريق عمل الفيلم ستيف كلاين ضلوع السلطات الاسرائيلية واقر ان اسم باسيل مستعار مؤكدا ان الاخير مضطرب جدا بعد علمه بمقتل السفير الامريكي. وقال انه «مستاء جدا لمقتل السفير». في مقابلة نشرت الثلاثاء في صحيفة وول ستريت جورنال هاجم باسيل الاسلام مباشرة. وقال «الاسلام سرطان» مضيفا انه جمع 5 ملايين دولار من حوالى 100 مانح يهودي واستعان بحوالى 60 ممثلا وطاقما من 45 شخصا لتصوير الفيلم الذي يدوم ساعتين، واستمر العمل طوال ثلاثة اشهر العام الفائت في كاليفورنيا. وعرض الفيلم في احدى دور العرض في هوليوود قبل ثلاثة اشهر وذهب طي النسيان، حتى نشر نسخة مدبلجة بالعربية في الاسبوع الفائت وبثتها محطة مصرية مولدة الاحتجاجات. لكن افراد فريق التمثيل وطاقم التصوير اعربوا عن غضبهم الاربعاء بحسب سي ان ان التي نقلت بيانا مشتركا يقول ان «فريق التمثيل والتصوير برمته غاضب جدا ويشعر انه استغل من طرف المنتج». وتابع البيان «اننا 100% لا نقف وراء هذا الفيلم، تم خداعنا بخصوص اهدافه ونواياه.. اننا مصدومون حيال اعادة كتابة السيناريو والاكاذيب التي قيلت لكل المشاركين». وقالت الممثلة سيندي لي غارسيا التي تلعب دور امرأة تقدم ابنتها الى النبي ليتزوجها انها لم تكن تعلم ان الفيلم دعاية مناهضة للاسلام، مضيفة انه تمت اضافة حوارات سجلت فوق الحوارات المصورة في الفيلم. وقالت غارسيا لموقع غوكر لاخبار المشاهير «كان يفترض ان يتناول الفيلم كيف كانت الامور قبل الفي عام». وتابعت «لم يكن فيه شيء عن محمد او المسلمين او اي شيء من هذا القبيل». وبدت دبلجة الحوار واضحة حتى للمشاهد العادي لمقتطفات موجزة تستغرق 14 دقيقة للفيلم منشورة على الانترنت حيث تم ادخال كلمات بشكل فج وسط الجمل. وافادت تقارير على الانترنت نقلتها صحيفة نيويورك تايمز ان القبطي المولود في مصر موريس صادق وحليفه القس تيري جونز في فلوريدا الذي ذاع صيته لاقدامه سابقا على احراق نسخ من القرآن، تعاونا على الترويج للفيلم. لكن لاحقا الاربعاء افاد تقرير تناقله الاعلام الاميركي ان نقولا باسيل نقولا ادار الشركة المنتجة للفيلم وانه قبطي. لكن الرجل البالغ 55 عاما وحكم عليه سابقا بالسجن 21 شهرا بتهم التزوير المالي عام 2010 نفى ان يكون سام باسيل بالرغم من التمكن من تتبع اثر هاتف خليوي استخدم في مقابلة اعلامية الى منزله. وقال كلاين انه يجهل جنسية المخرج. وقال «اعلم بوجود شائعات بان اسرائيل مسؤولة عن الفيلم. كلا اسرائيل لا علاقة لها.. انه عمل خاص ومال خاص»؟ وحذر كلاين من احتمال مواجهة المخرج مصيرا مشابها للمخرج الهولندي ثيو فان غوغ الذي اغتيل عام 2004 بعد اخراجه فيلما اثار احتجاجات المسلمين. وقال «قد يتعرض للاغتيال، وبسهولة ايضا». لكن القس جونز نفى ان يستهدف الفيلم المسلمين. «الفيلم لا يرمي الى اهانة المسلمين.. بل الكشف عن حقائق بخصوص محمد قد لا تكون معروفة» بحسب ما قال. واضاف ان «ثمار الديانة معبرة عن نفسها. فالعنف الذي اندلع مؤخرا واعمال القتل ليست بسبب الفيلم وليست بسبب النشاطات التي قمنا بها، وسيستمر الامر كذلك». واتصل رئيس اركان الجيوش الامريكية مارتن دمبسي بجونز طالبا منه سحب دعمه للفيلم.